«عاشوراء تدخل مصر ساحة الفتنة الكبرى».. «الحسين» يشعل حربًا كلامية بين السلفيين والشيعة.. 100 ألف شيعى يستعدون لإحياء ذكرى استشهاد حفيد الرسول.. «النور»: أصحاب بدع ويجب ا
تحولت احتفالات «شيعة مصر» بذكرى عاشوراء إلى حرب كلامية بين قيادات كل من التيار السلفي والشيعة، وتحديدًا بعد إعلان الشيعة عزمهم تنظيم مجالس عزاء بمسجد الحسين في القاهرة.
البداية مع تصريحات نسبت لقيادات شيعية، بأن هناك إحياء للطقوس الشيعية بإقامة مجالس العزاء، وذلك بمشاركة 100 ألف شيعي، على أن يخرج منها الشيعة بموقف موحد من دعم مرشح رئاسي بعينه.
التصريحات المنسوبة للتيار الشيعي، فتحت الباب للسلفيين لمهاجمة احتفالات الشيعة، وكانت البداية مع تصريحات الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي طالب وزارتي الأوقاف والداخلية باتخاذ جميع التدابير اللازمة لوقف المخالفات التي يمارسها الشيعة في احتفالاتهم بعاشوراء.
وأكد برهامي أن محاولات تغلغل الشيعة بالشارع المصري تهدف إلى تقسيم المجتمع، مشيرًا إلى ما حدث في العراق، وطالب نائب رئيس الدعوة السلفية بعمل التحريات اللازمة للتأكد من تولي أول شيعي منصب المأذون، بمدينة المنصورة وهو «أحمد صبيح»، محذرًا من احتمال أن يكون هذا بداية لنشر نكاح المتعة.
احتفالات الشيعة فتحت الباب لتصفية الخلافات بين التيار السلفي وبعضه، واتهم الداعية السلفي خالد سعيد حزب النور بالتخلي عن دوره في الدفاع عن سنة الرسول "صلى الله عليه وسلم" والانشغال بلجنة الخمسين التي وصفها بالباطلة، والتي جلبها «انقلاب عسكري»، متسائلًا: «أين دور حزب النور السلفي من مواجهة تلك الأفعال التي لا ترضي الله؟».
وطالب «سعيد» بمنع هذه الاحتفالات، مؤكدًا أن الدولة الإيرانية تحاول تكريس الشيعة في البلدن العربية والإسلامية.
فيما أكد خالد علم الدين، القيادي بحزب النور، رفض الحزب إقامة أي احتفالات للشيعة بمصر، موضحًا أنهم أصحاب بدع شركية ويحاولون إدخال الفتنة في المجتمع المصري ويجب التصدي لهم.
أضاف «علم الدين» أن دعوة الشيعة لشيخ الأزهر للاحتفال معهم، نوع من تلبيس الباطل بالحق واستخدام للكذب من أجل الوصول لأغراضهم بنشر عقيدتهم الفاسدة، موضحًا أن الاحتفال بيوم عاشوراء حرام، ومن الطقوس غير الموجودة في الإسلام، رافضا استجابة شيخ الأزهر لدعوة الشيعة بالاحتفال معهم.
من جانبه، رفض الشيخ علاء سلام، عضو جمعية أنصار السنة المحمدية، إقامة مثل تلك الحفلات التي وصفها بـ«الشاذة»، نظرًا لما تتضمن من أفعال تخرج عن ملة الدين الإسلامي وعن سنة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" -على حد قوله.
ودعا «سلام» قوات الأمن لمنع احتفالات الشيعة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث اشتباكات بين الأهالي الغاضبين وهؤلاء الشيعة.
الموقف لم يتوقف على التصريحات، بل وصل إلى أروقة أقسام الشرطة، بعد تقدم الوليد إسماعيل رئيس ائتلاف الدفاع عن الصحابة ببلاغ لقسم الجمالية ضد أي محاولة من الشيعة للاحتفال بيوم عاشوراء أمام مسجد الحسين لما في ذلك من مخالفة للدين وفتنة للمجتمع، في إطار استعداد الائتلاف لمنع إقامة أي احتفالات للشيعة في مصر خاصة أمام مسجد الحسين.
وأكد إسماعيل في المحضر أن الأهالي تصدوا العام الماضي لأي محاولة لإقامة احتفال للشيعة، وأكدوا أنهم سيتصدون هذه المرة أيضا، إذا فكر الشيعة في الاحتفال. مضيفًا أن تهديدات الشيعة بالاحتفال «كلام فارغ» ولن يستطيعوا فعل ذلك وهم يريدون أن يثبتوا لأولئك الذين يمولونهم أنهم يعملون فقط حتى لو لم يفعلوا شيئًا.
وطالب إسماعيل وزارتي الداخلية والأوقاف والأزهر بالتعاون للتصدي لكل محاولات الشيعة لنشر عقيدتهم التي وصفها بالفاسدة في مصر لما في ذلك من شر عظيم.
وعبر «فيس بوك»، استغلت صفحات تابعة لأنصار الرئيس المعزول الفرصة لتتحدث عن أن إحياء الشيعة لذكرى عاشوراء بمصر يأتي في إطار الحرب على الإسلام بعد رحيل مرسي.
الغريب في الأمر أن شيعة مصر أجمعوا على أنه لا صحة لتلك التصريحات التي نسبت إليهم وبعد أقل من 24 ساعة، قرروا إصدار بيان متفق عليه لتحديد موقفهم من إحياء ذكرى عاشوراء «استشهاد الإمام الحسين».. وكانت كواليس ذلك البيان شديدة الهدوء، فقد جرت عدة اتصالات بين بعض القيادات الشيعية، أبرزهم الدكتور أحمد راسم النفيس والمستشار الدمرداش العقالي والسيد الطاهر الهاشمي، للتوصل لصيغة تخرج الشيعة من تلك المحاولة لتوريطهم في تصريحات لم يدلوا بها وتدخلهم في نفق أزمة مفتعلة لم يسعوا لها.
وطالب الشيعة في بيانهم شيخ الأزهر بحضور ذكري عاشوراء وأن مجلس العزاء لن يكون فيه أي شعائر سوى كلمة من شيخ الأزهر يلقيها على الحضور ويبدي رؤيته فيما إذا كان يوم عاشوراء يوما للاحتفال أم هو يوم حزن لفراق «سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم».
كما قرر الشيعة اتخاذ خطوة أخرى لضمان حماية من يريد منهم الذهاب لمسجد الحسين في ذكرى عاشوراء وهي إرسال خطاب لجهاز الأمن الوطني ومديرية أمن القاهرة لمطالبتهم بحماية المسجد ورواده خلال يومي التاسع والعاشر من شهر محرم.
وحاول الشيعة العام الماضي إحياء ذكرى عاشوراء وانتهى الأمر بإغلاق مسجد الحسين والاعتداء على عدد منهم، فيما قامت قوات الأمن بالقبض على عدد منهم.