رئيس التحرير
عصام كامل

"عاشوراء" ليلة بكت فيها السماء.. الحسين رفض ظلم بنى أمية فقتله جيش ابن زياد.. الشيعة يقيمون مجالس العزاء حزنًا على مقتله.. والقانون المصرى لايسمح لهم بإقامة الشعائر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحل بعد غدٍ الخميس ذكري عاشوراء التي يحتفل بها المصريون عامة والشيعة خاصة، ومايميز احتفال هذا العام عن غيره، هو إعلان الشيعة الاحتفال به جهرا.


"كربلاء موقعة الغدر"
لم تكن ثورة الحسين في 10 محرم عام 61 هجرية هبّة من أجل سلطة أو مغامرة من أجل حكم فلم يكن سيد الشهداء يوما آشرا أو ظالما أو أبطرا أو مفسدا، بل كان يطلب الإصلاح في أمة جده محمد "صلى الله عليه وسلم"، يريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، آملا أن يتقبله الآخر بقبول الحق، وصابرا على من رد عنه حتى يحكم الله بينهما وهو خير الحاكمين.

ومن أجل هذا خرج الحسين من مكة إلى الكوفة في "8 ذى الحجة 61 هجرية"، لكنه حين بلغ "القادسية" علم بتخاذُل الكوفيين عن حمايته ونصرته فقرر العودة إلى مكة، وأصرّ بعض أتباعه على المضى قدما للأخذ بثأره، فلم يجد الحسين بُدًا من مطاوعتهم، وواصل السير حتى بلغ كربلاء على مقربة من الكوفة في 2 محرم، ووجد جيشًا كبيرًا في انتظاره، في حين كان مع الحسين نحو 90 نفسا، بعدما تفرق عنه الناس، ولم يبق معه إلا أهل بيته وقليل ممن تبعوه في الطريق، وعسكرت القوتان غير المتكافئتين في هذا المكان.

حاول الحسين أن يخرج من هذا المأزق بعد أن رأى تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه، لكنه لم ينجح، وبدأت المعركة، ولجأ جيش "ابن زياد" إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أيامًا يعانون العطش، ثم بدأ القتال بين قوتين غير متكافئتين في 10 محرم، فكان مع الحسين 32 فارسًا و40 راجلًا، في حين بلغ جيش أعدائه أكثر من 4 آلاف، وتعدى القتل الرجال المقاتلين إلى الأطفال والصبيان من عترته وآل بيته، ولم يبق إلا هو، يقاتل تلك الجموع المطبقة عليهم، حتى سقط قتيلًا.

وكانت نتيجة معركة استشهاد الحسين في مشهد أدمى قلوب المسلمين سببا في ثورات عديدة ضد الأمويين، حتى انتهى الأمر بسقوطهم، وقيام الدولة العباسية على أنقاضها.

"طقوس الشيعة يوم عاشوراء"
بعد خيانة أهل الكوفة للحسين "رضى الله عنه" وقتله، زعموا الندم على ذلك وزعموا حب الشهداء، وأقاموا العزاء تكفيرًا عن خطيئتهم، وبمرور الوقت تطور فأصبح كرنفالًا، تُقام فيه العروض المسرحية يحتفلون به في كل عام، وأضيف إليه كثير من الطقوس، منها السجود للقبور، والتلطخ بالطين، ولبس السواد وضرب الرءوس والأبدان بالسيوف والجنازير حتى مع الأطفال، وشق الصدور، ولطم الخدود من باب عقاب أنفسهم على ما بدر منهم، وعقابًا على خيانتهم للحسين، ومن قبله علىّ، وكلما زاد الإحساس بالجرم، زاد الفرد منهم الضرب، واللطم والنحيب، ورفع النواح.

وعادة ما تبدأ الليالى الحسينية التي تستمر لأكثر من أسبوع بالغناء والأهازيج، ويضربون على صدورهم محدثين نغمًا منتظمًا بشكل موحد، ويحرص كل شخص على جمع أكبر عدد ممكن لديه، ويلعنون فيها المخالفين قائلين: «اللهم العن الأول والثانى، اللهم العن أول ظالمى آل محمد، اللهم العن من كسر الضلع، وخلع الباب، وأجهض الجنين".


مجالس عزاء عاشوراء.. كلاكيت أول مرة في مصر

"من حقنا ممارسة شعائرنا الخاصة، ولاتراجع أو استسلام عن احتفال هذا العام، حتى لو كلفنا الأمر حياتنا "بهذه الكلمات الحاسمة المتجاهلة لتهديدات بعض السلفيين أعلن لأول مرة عدد من الائتلافات والحركات الشيعية في مصر عزمها إقامة مجالس عزاء إحياء للطقس الشيعي الخاص بذكري وفاة الحسين بن على المعروفة بمجالس عزاء عاشوراء" وهى عبارة عن حلقات ذكر صغيرة لقراءة القرآن وقصائد الرثاء والدعاء، يطوف فيها الشيعة حول مقام الحسين، رافعين رايات العزاء، وفى تلك المجالس عادة ماتمتزج الطقوس الشيعية بالسياسة.

أعداد شيعة مصر بين "التهويل والتقليل"
لا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة توضح أعداد الشيعة المتواجدين في محافظات مصرالمختلفة، فمنهم من يقدرهم بمليون شخص، بينما أعلن بهاء أنور المتحدث الرسمى باسم شيعة مصر، أن تعدادهم يبلغ ثلاثة ملايين.

السنة والشيعة "صراع لايتوقف"
طوال قرون مضت، لم يهدأ الخلاف بين السنة والشيعة، الطائفتين الرئيسيتين في الديانة الإسلامية، بل تحول الخلاف في أحيان كثيرة إلى حروب دموية أزهقت الكثير من أرواح الأبرياء وظل الشرخ بين الطائفتين يتسع كل يوم حتى أصبح من المستحيل إصلاحه.

مذبحة أبو النمرس "القتل على الهوية"
الشيعة في مصر لا يملكون أي مساجد لإقامة شعائرهم، لذا فهم يتجمعون في بيت أحدهم لإقامتها، وفي يوم 23 يونيو2013 قدم حسن شحاتة وهو أحد القادة الشيعة إلى بيت أحدهم في قرية زاوية أبو مسلم للاحتفال بميلاد "الإمام المهدي" وهو احتفال يحييه الشيعة في كل أنحاء الأرض.

وأثناء تناول الشيعة لغدائهم فوجئوا بمحاصرة المنزل من قبل مايقرب من 3 آلاف شخص من أهالي المنطقة، وسرعان ما كسروا المدخل فصعد الشيعة إلى الطابق الثاني موصدين الباب الحديدي المؤدي إليهم، ثم بدأ المقتحمون بتحطيم قطع الأثاث وإلقائها في الشارع وصعدوا إلى السطع وأحدثوا ثقبا في إحدي الغرف، وبدأوا بإلقاء المولوتوف فاشتعلت النيران في ثياب أحد الشيعة، في تلك اللحظة قرر الشيخ حسن مغادرة المنزل مع شقيقيه ورجل آخر يدعي عماد، لحماية الموجودين بالمنزل خاصة أن المقتحمين كانوا ينادون الشيخ حسن بالاسم، وبمجرد خروجهم اعتدي الحشد عليهم بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية حتي فقدوا الوعي ثم أوثقوا أيديهم وأرجلهم وتم جرهم عبر شوارع القرية إلى أن فارق الشيخ حسن شحاتة الحياة.

برر القتلة فعلتهم بأنه انتقام من الموقف السلبي للشيخ تجاه الخلفاء الراشدين وتجاه السيدة عائشة بنت أبي بكر، ويأتي مقتله بعد خطاب تحريضي للرئيس المعزول محمد مرسي وأتباعه، حيث وصف أحدهم الشيعة بأنهم "روافض".
"الحسينيات في القانون المصرى"

لم يرد في القانون المصرى أي نص يبيح للشيعة إقامة حسينيات لممارسة شعائرهم الدينية بها، لذلك يلجأون لإقامتها عن طريق الحصول على رخصة لحضرة صوفية، أو في أحد بيوت قيادات الشيعة، وهى عبارة عن مضيفة يلتقي فيها الشيعة ببعضهم البعض، ويوجد منها في طنطا وبلبيس وأسيوط والجيزة.

الجريدة الرسمية