رئيس التحرير
عصام كامل

فكان هذا هو مصيره!


- تري فيم كان الرئيس المعزول محمد مرسي يفكر فيه وهو داخل قفص الاتهام.. بعيدا عن الظاهر الذي شاهدناه والمشهد العبثي داخل قاعة المحاكمة؟

- كيف كان يمر أمام عينيه شريط حياته وسنة حكمه لمصر؟

- تري هل هو راض عما فعله؟ أم هو نادم على قراراته أو حتي بعضها؟ أو أنه كان مثلا يفكر -إذا كان يفكر- لو أنه لم يتخذ قرارا أو عددا من القرارات هل كان الأمر قد تغير الآن وما وقف هذه الوقفة أمام شعبه وأمام أعين العالم متهما بأبشع الجرائم داخل قفص الاتهام؟

- بالتأكيد فكر المعزول في شريط حياته السياسي بدءً من مرحلة تعليمه وارتباطه بجماعة الإخوان ودخوله السجن مرات عديدة.. ثم هروبه من السجن خلال أحداث ثورة يناير وترشيحه للرئاسة وعلوه المفاجئ إلى قمة السلطة وترحيب الشعب به كأول رئيس مدني منتخب ثم الانقلاب عليه وعزله.

- هل فكر وهو يستعرض تاريخه داخل قفص الاتهام وسأله نفسه لو أنه وافق على مطالب الشعب بتغيير حكومة هشام قنديل وإقالة النائب العام.. وتشكيل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور لأجل عملى الأقل أو أوقف عجلة الثورة عليه؟

- ألم يكن صائبا أن يوافق على طلب الشعب وقوي المعارضة بإجراء استفتاء على استمرار الرئيس من عدمه.. هل لو كان قد فعل ذلك.. كان سيؤخرا أو حتي يلغي من احتمالات دخوله قفص الاتهام كما هو الآن؟

- هل فكر وهو في القفص.. لو لم يتخذ قرارا بضرب المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.. هل كان هذا حاله؟

لو أنه اختار وزراءه من أهل الكفاءة والخبرة وليس من أهل الطاعة العمياء والثقة والعشيرة.. لكان الحال بالبلد أفضل ولما فكر أحد في التخلص منه.. ثم لو كان قد تخلي عن سياسة «الارتماء» في أحضان مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان وأمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان.. لكان ذلك كفيلا بتأخير الثورة عليه أو عدم قيامها من الأساس؟

وربما سأل المعزول نفسه أيضا لو أنه لم يترك لجماعته وشلته وأهله وعشيرته يديرون دفة سياسة واقتصاد البلاد.. ثم عداءه المستمر للقضاء والإعلام والجيش والشرطة.. لكان موقفه أفضل حالا؟

وهل لم يعف فلانا من القتلة والمجرمين ويخرجه من السجن.. لكان موقفه أحسن؟ وهل لم يغازل الرئيس الإسرائيلي.. ويتعاون مع حماس ضد بلده لكان موقفه أفضل؟

الجواب النهائي هو أن صاحب الأسئلة الصعبة الذي هو - المعزول مرسي - لم ولن يستطيع الإجابة عليها سواء داخل قفص الاتهام أو داخل محبسه بسجن برج العرب لأنه مريض بأخطر مرض.. وهو مرض الإنكار لكل شىء.. وأنه مازال يعيش في دور أنه الرئيس الشرعي لمصر.. ونسي أو تناسي خروج الملايين ضده في ٣٠ يونيو و٣ و٢٦ يوليو.. فكان هذا هو مصيره!
الجريدة الرسمية