رئيس التحرير
عصام كامل

الذى يستنجد بالغرب.. ابن حرام..!


يعتقد البعض أن المشكلة التي يعانى منها الآن التيار السياسي- الذي ادعى لعشرات السنين أنه يحمل لواء المشروع الإسلامي، هي ضياع السلطة أو المكانة، لا.. ولكن أسوأ ما ضاع من هؤلاء هو مستقبلهم، وذلك في فشلهم في تربية أبنائهم، فأصبح المستقبل مظلما لا أمل فيه، المستقبل الذي يكون شعاره الهدم والتعريض بالغير لا يمكن أن يبنى، المستقبل الذي يدعو إلى التخريب وإلغاء العقل تماما لا أمل فيه، المستقبل الذي أصبح شبابه ممن يرون الغرب قبلة لهم وليس بيت الله، لدرجة أن هؤلاء الشباب يطلبون من الغرب التدخل لضرب مصر وآخرهم الأربعاء الماضى.. طلبت ابنة خيرت الشاطر من الكونجرس التدخل للإفراج عن والدها..! كل هذا صنع مستقبلا أسود لهذا التنظيم الإرهابى، فلم يستطع على مدى 85 سنة أن يبنى على الأقل أبناءه على أسس إنسانية رفيعة ولكنهم أسوأ من البلطجية وأخطر من تجار المخدرات.


سأذكر هنا موقفين أحدهما في نهاية الستينيات، والآخر منذ أيام.. وكلا الموقفين لقيادات إخوانية، في كتاب البوابة السوداء للقيادى الإخوانى أحمد رائف.. يتحدث عن شكرى مصطفى الذي كان معتقلا في نهاية الستينيات والذي كفر المجتمع مثل سيد قطب فيقول رائف:

ثم قام شكرى مصطفى ووجه كلامه إليه _(أحد ضباط السجن )-كلاما سريعا وحاسما قاسيا كطلقات نارية من مدفع أتوماتيكى حديث الصنع: أنت كااافر، ورئيس جمهوريتك كاافر، ولئن أحيانى الله وخرجت من المعتقل لأقاتلنكم قتالا شديدا، ولئن مت فسوف يأتى من يقضى عليكم ويذل دولتكم، ولئن هربتم من عقابنا في الدنيا فلن ينج أحد منكم يوم القيامة.

يضيف أحمد رائف: وامتلأت الوجوه بالاستحسان رغم أن أغلبية الموجودين لا يدينون بهذا الفكر ولا يكفرون إلا أنهم سروا سرورا عظيما لوجود من يوجه هذا الكلام إلى الطاغية الصغير وفى وجهه.

يهمنى أن أؤكد أن الاستحسان يعنى الموافقة والتشجيع على فكرة التكفير والهجرة حتى لو تظاهروا بالكلام أنهم غير مؤيدين، ولكن استحسانهم يؤكد الحقيقة أن الإخوان كانوا العباءة التي خرج منها ليس تنظيم التكفير والهجرة فقط، ولكنهم أفسدوا شباب الأمس فخرجت كل التنظيمات الإرهابية التكفيرية، ولذا فإن الشباب أبناء تنظيم الإخوان التتارى الحالى سيكون أسوأ وأكثر ضلالا وتضليلا.

الموقف الثانى يكتب عنه الإخوانى الكبير كمال الهلباوى، بعدما ناله من الشتائم والسباب في نادي الرواد بالمنصورة: أما الفتيات والشباب في نادي الرواد لم يكن لهم العقل ولا الأدب ماذا يريد هؤلاء؟ ألا يتحدث غيرهم لأنهم يمتلكون الحقيقة ؟ وهنا المنزلق الخطير الذي يؤدى في المستقبل إلى تكفير الآخرين والاعتقاد بأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار..!

إنه التعصب الأعمى.. والتكفير الإخوانى المتوارث.. والذي يستنجد بالغرب.. ابن حرام..!
الجريدة الرسمية