في حال ندرة الطعام، ما يحل للمسلم أكله وما لا يحل
أكل الحشرات، أثار تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية الجدل، حيث استخدم فريق من الخبراء أداة الذكاء الاصطناعي Midjourney لتصميم قائمة طعام مبتكرة لعام 2054.
وأضاف بعض الخبراء أنهم يرون أن الحشرات مثل الصراصير والديدان والنمل يمكن أن تكون بديلًا صحيًا ومستدامًا للحوم التقليدية، حيث تحتوي على مستويات عالية من البروتين والمواد المغذية الأخرى، وتستهلك موارد أقل من تربية الماشية، مما يجعلها خيارًا مثيرًا للاهتمام في المستقبل.
اللحوم المستقبلية
من جانبه قال الدكتور طه عبد المطلب السيسي، استشاري سلامة الغذاء وعضو لجنة اللحوم والدواجن بوزارة الزراعة سابقا، من الناحية العلمية فإن جميع الكائنات الحية يدخل في تركيبها البروتين بما في ذلك الحشرات، ولكن هل يصلح للتغذية؟! وهل يحله الشرع؟
واستكمل حديثه قائلا: من الناحية الصحية يقول الله عز وجل في سورة الأعراف "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث"، ويقول عز وجل أيضا في سورة المائدة " يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات" وجميعنا يعرف أن الحشرات التي تتواجد في البالوعات والأماكن الملوثة تعتبر هنا من الخبائث ولذلك فتحريمها منطقي.
أما بالنسبة للسمك فيتغذى على النباتات المائية والكائنات الأخرى، والجراد يتغذى على أوراق النباتات.
وأضاف أيضا أن الاتحاد الأوروبي قد الزم نفسه بوضع شعار على المنتجات المحتوية على بودرة الحشرات عبارة عن دائرة مرسومة داخلها رمز على شكل الحشرة أو الدودة بالإضافة إلى الرمز E 120 كمادة مضافة.
واختتم الدكتور طه عبد المطلب كلامه قائلا إن هذا الرأي هو رأيه الشخصي ويحتمل المراجعة.
رأي الفقهاء في حكم أكل الحشرات
وهناك خلاف بين المذاهب الأربعة في حكم أكل الحشرات منهم من حرم أكلها مطلقا ومنهم من حرم بعضها ووضع شروطا لأكلها.
ورأى جمهور العلماء حرمة أكل جميع الحشرات، لاستخباثها ونفور الطباع السليمة منها، وفي التنزيل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: {ويحرم عليهم الخبائث}، وهذا مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، واستثنوا من ذلك الجراد فإنه مما أجمعت الأمة على حل أكله، وقد استثنى الشافعية والحنابلة الضب لثبوت جواز أكله فى السنة الصحيحة في حديث خالد بن الوليد وأنه أكله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم،
وزاد الحنابلة أيضا اليربوع ويسمى احيانا الجربوع ويشبه الفأر، وكذلك الوبر وهو من الثديات ويشبه أيضا الفأر فقالوا: بإباحة أكلهما، وزاد الشافعية عليهما أم حبين وتشبه السحلية، والقنفذ، وبنت عرس وهي من فصيلة العرس فيباح أكلها، وذهب المالكية إلى حل جميع أصناف الحشرات.
وهناك فريق آخر حرم أكل تلك الحشرات قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب": (وأما) الحشرات فكلها مستخبثة وكلها محرمة سوى ما يدرج منها وما يطير فمنها ذوات السموم والإبر كالحية والعقرب والذنبور ومنها الوزغ وأنواعه كحرباء الظهيرة والعطا وهي ملساء تشبه سام أبرص وهي أخس منه واحدتها عطاء وعطانه فكل هذا حرام
ويحرم النمل والذر والفار والذباب والخنفساء والقراد والجعلان وبنات وردان وحمارقان والديدان إلا دودا لجبن والخل والباقلا والفواكه ونحوها من المأكول الذي يتولد منه الدود ففي حل أكل هذا الدود ثلاثة أوجه (أحدها) يحل (والثاني) لا (وأصحها) يحل أكله مع ما تولد منه لا منفردا ويحرم.
والمقصود بتذكية الحشرات عند المالكية كل فعل يموت به كقطع جناح أو رجل أو إلقاء بماء بشرط أن يسبق ذلك بالنية والتسمية، لأنه ليس له نفس سائلة فيكون مباح الأكل إن قبلته طبيعة الآكل وإلا فلا يجوز حيث ترتب عليه ضرر لأنه قد يعرض للمباح الطاهر ما يمنع أكله كالمريض إذا كان يضر به نوع من الطعام فلا يجوز أكله.
رد علماء الأزهر على حكم أكل اللحوم المستقبلية
ورد الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف ومدير مكتب الأئمة بوزارة الأوقاف سابقا، في حوار سابق له مع المذيع طوني خليفة، حيث سئل عن حكم الإسلام في أكل الحشرات والديدان.
وأجاب قائلا إن الحلال والحرام في طعام الإنسان، بيّنه القرآن الكريم تبيانًا، وأكدته سنة النبى صلى الله عليه وسلم. قال تعالى «وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ» [الأنعام: 119]. وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ» [البقرة: 172] وقال تعالى: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ» [الأعراف: 157].
وبالتالي فإن طعام الإنسان الحلال وفق شريعة الإسلام منصوص عليه فى القرآن والسنة، كما أن الحرام منهى عنه أيضًا. وقوله تعالى ويحرم عليهم الخبائث! يعنى ما هو منصوص على حرمته كأكل لحم الخنزير، والميتة، قال تعالى: «حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير» (المائدة: 3).
وذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة أكل الكائنات التي أمر رسول بقتلها أو نهى عن قتلها!! مثل الحشرات والثعابين والحدأة.. إلخ. فما أمر رسول الله بقتله، لا يجوز أكله، قال عليه الصلاة والسلام: «خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ فِى الحَرَمِ: الفَأْرَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالحُدَيَّا، وَالغُرَابُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ».
وقال: «اقتلوا الحيات»، ونهى أيضًا عن قتل بعض الكائنات مثل الضفادع، فوفق الحديث «نهى رسول الله عن قتل الضفدع»، رواه أحمد، فهذا يدل على حرمة أكله أيضًا.
وأضاف أن الحشرات كلها محرمة كطعام للإنسان، كما الميتة تمامًا، ولا استثناء من ذلك سوى السمك والجراد، وفق الحديث الشريف: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ، وَدَمَانِ. فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ»، رواه مسلم، فالجراد هو الحشرة الوحيدة التي يجوز أكلها، لأنها تتغذى على الزروع وليس على القاذورات، وتأكيدًا على حرمة تناول الحشرات كطعام، ذكر القرآن في سياق ذكر قصة آل فرعون في سورة الأعراف، أن الله عاقبهم بإرسال بعض الحشرات لتكون فى طعامهم!! قال تعالى: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ» (الأعراف: 133).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.