رئيس التحرير
عصام كامل

أبو عيطة.. ثورجى ناجح ووزير فاشل ..!


أعترف بأنني كنت أحد المصدومين من اختيار بعض الوزراء في حكومة الببلاوي بعد ثورة 30 يونيو، ولكن فرحتنا برحيل نظام الإخوان جعلتنا نتجاهل كل هذه الكوارث التي حدثت في اختيار هذه الحكومة الجديدة، ولكن مع مرور الأيام أثبت الواقع العملي أن هناك عددا من الوزراء الذين لا يصلحون أن ينالوا لقب وزير سابق في يوم من الأيام ..


أحد هؤلاء من وجهة نظري التي لا قيمة لها هو كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة والهجرة .. هذا الرجل الذي كان يعجب كل المصريين بهتافاته الثورية على الأرصفة وفي الميادين دفاعا عن حقوق العمال .. وحقق العديد من النجاحات في هذه الاحتجاجات ولذلك لقبوه بالمناضل العمالي .. تولى مسئولية الوزارة في 16 يوليو الماضي وبعد هذه الفترة الطويلة لم يثبت أنه جدير بهذا المنصب .. فكل الهتافات التي كانت ينادي لها لم يحقق منها أي شيء بعدما تولى المنصب وكأن لسان حاله يقول: "اللي إيده في الميه مش زي اللي إيده في النار".

أبو عيطة تعهد في بداية عهده بالصوت والصورة بالعديد من الوعود التي أكد وقتها أنه سيتخذ فيها قرارات فورية لكونه أصبح الوزير ولكن لم يحدث ولم نر المصانع المغلقة عادت من جديد ولم نجد قرار الحد الأدنى للأجور إلا من خلال قرار سيادي خرج من رئاسة الوزراء دون أي دراسة مستفيضة ..

ووجدنا أيضا يصفي حسابات شخصية مع رئيس اتحاد العمال السابق ويقوم باختراق كل القوانين ويعين مجلس إدارة جديد لاتحاد العمال.. وعندما شاهدناه يتحدث في وسائل الإعلام لم نفهم منه شيئا بسبب كثرة التلعثم.. وها هو الآن يسعى لعزل رئيس الاتحاد الجديد لأنه لم يسمع كلامه .. فلم يوافق على استلام محضر الجمعية العمومية الأخير لاتحاد نقابات عمال مصر لأن القرارات التي جاءت فيه لم تكن على هواه .

الوزير أبو عيطة ثورجي بارع ومناضل محترم ووطني مخلص ومدافع عن حقوق العمال بكل قوة، ولكن كل ذلك قبل أن يتولى منصب الوزير .. فهو تحول من ثورجي ناجح إلى وزير فاشل .. ويكفي هذه المهاترات في وسائل الإعلام بينه وبين رئيس اتحاد العمال الجديد عبد الفتاح إبراهيم الذي قام هو بتعيينه لتؤكد أن مكانه الطبيعي على الأرصفة والميادين للهتاف والدفاع عن حقوق العمال .. حقوق عمال مصر الذي تجاهلها بعد أن أصبح مسئولًا عنها.

الدكتور الببلاوي، رئيس الوزراء حاول أن يضحك علينا بضم وزراء ثورجية للحكومة الجديدة حتى لا يتهم بأنه يسير عكس الثورة ولكن بعد كل هذه الفترة التي قادتنا فيها الحكومة اكتشفنا أننا أمام حكومة ضعيفة ومرتعشة يريد البعض بداخلها الصلح مع القتلة والبعض الآخر يصفي حساباته مع الماضي وهناك من لم يصدق حتى الآن أنه أصبح وزيرا.
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية