رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان جمال سليمان في حوار لـ«فيتو»: سينما العشوائيات والبلطجة «مطلب جماهيري»

فيتو

  • أرحب بالعمل مع السبكي والعدل لم يحتكرني
  • فقدت ثقتي في الأسد.. ولا مكان للمشروع الإسلامي في سوريا
الفنان جمال سليمان يبحث دائما عن الجديد الذي يقدمه على شاشة السينما، يدقق كثيرا في اختياراته، لكنه يظهر دائما كصعيدي في الدراما المصرية، ويرى أن سينما العشوائيات والبلطجة مطلب للجماهير المصرية في الفترة الحالية، وأنه لا يمانع في العمل مع "السبكية" في مثل هذه الأفلام، وأن صداقة قوية تجمعه بــــ "العدل جروب"، ثم يعلن رفضه الاحتكار، ونطوف به في أرجاء السياسة، والمزيد من التفاصيل في سياق الحوار...


_ لماذا ابتعدت عن السينما وتكتفي بالإطلال على جمهورك من خلال أعمالك الدرامية كل عام ؟
أنا أيضًا أسأل نفسي هذا السؤال، ولا أجد إجابة محددة، خاصة وأنني لم أمانع في المشاركة بالأعمال السينمائية، ولكن تم تصنيفي كنجم درامي بالرغم من أنني شاركت في عملين سينمائيين في سوريا بالإضافة إلى المشاركة في فيلم "حليم" مع الراحل أحمد زكي، وأيضا في فيلم "ليلة البيبي دول".

_ هل اعتذرت عن عدم تقديم أعمال سينمائية عرضت عليك من قبل؟
بالطبع هناك بعض الأعمال التي أعتذر عن عدم تقديمها نظرًا لعدم مناسبة الدور لي أو لبعض التفاصيل الأخرى، وهذا أمر يحدث مع أي فنان، إلا أن هذا الأمر ليس سببا في قلة أعمالي السينمائية.

_ هل أنت راضٍ عما وصل إليه حال السينما في مصر؟
ستستغرب إذا قلت لك إن هذا الأمر أراه طبيعيًا، فالتحول في مجرى السينما وسيطرة الأفلام قليلة التكلفة يعطي فرصة للعديد من الفنانين الشباب للظهور وتقديم مواهبهم وفنهم وألا يقتصر الأمر على عدد من النجوم فقط، وسوف تشهد السينما المصرية خلال الفترة القادمة تحولا في المضمون.

_ لكن السينما أصبحت تقتصر على البلطجة والعشوائيات التي برع في إنتاجها السبكي؟
أري أن السبكي قدم العديد من الأعمال المهمة والجيدة مثل "الفرح" و"كباريه" و"ساعة ونصف" وغيرها، ثم إن انتشار مثل هذه الأعمال مرتبط بالحالة الاقتصادية والسياسية التي يمر بها الشارع المصري، بالإضافة إلى طبيعة الجمهور الذي يدخل السينما، لذا فالأمر معقد بالنسبة لدراسة هذه النوعية من الأفلام.

_ هل توافق على العمل مع السبكية؟
بالطبع، وأنا لا أمانع في العمل مع السبكي، ولكن هذا مرتبط بنوعية العمل السينمائي الذي سوف أقدمه، لأنني دقيق في اختيار كل الأعمال التي أقدمها، وهذا من أسباب قلة الأعمال التي أقدمها كل عام.

_ ما السر في تعاونك المستمر مع "العدل جروب"؟

السر هو حبي الشديد لهم، خاصة وأنه تربطني علاقة صداقة قوية بهم منذ فترة طويلة، لدرجة أن الأمر أصبح أكبر من التعاون الفني، فأنا أقوم بتوقيع عقود الأعمال الفنية معهم من أجل الضرائب فقط، لكن بالنسبة للتعامل الشخصي فالأمر تجاوز كل ذلك.

_ لكن بعض النقاد أكد أن هناك عقد احتكار بينك وبين العدل جروب؟
هذا لم يحدث ولن يحدث مع أي شركة إنتاج، فلابد أن يكون الفنان حرًا حتى يستطيع أن يحسن اختياراته الفنية، وهذا لا ينفي أنني أقوم باختيار أعمالي مع شركة العدل جروب، فأنا أثق في آرائهم الفنية جدًا، إلا أنني لا أحب الاحتكار الفني، وأعلم جيدًا أنهم لن يمنعوني من المشاركة في أي عمل فني جيد مع أي شركة أخرى، لأنني كما قلت لك إن العلاقة بيننا تجاوزت الفن.

_ ما السبب في رحيل الفنانين السوريين عن الدراما السورية واهتمامهم بالفن المصري؟
الأمر لا يتم تصنيفه بهذا الشكل، ولكن كل ما في الأمر أننا نعلم أن مصر هي "هوليوود الشرق" و"أم الدنيا" ولابد من المشاركة في الأعمال المصرية حتى يستطيع الفنان أن يحقق الانتشار في الوطن العربي، ولكن هذا لا ينفي مشاركتي في الدراما السورية والسينما السورية أيضًا إن وجدت.

_ ما السبب في الحرب الشرسة التي يشنها بعض الفنانين المصريين ضدك؟
أنا لا اهتم بمثل هذه الأشياء لأنني متصالح مع نفسي ومتصالح مع الآخرين، وشغلي الشاغل في هذه الحياة هو عملي، بصرف النظر عما يحدث جراء أعمالي الفنية التي أقدمها، فأنا سمعت بإذني هجوم بعض الفنانين على بعد أن قدمت شخصية "الصعيدي" في الدراما المصرية، وكانوا دائما يقولون إنهم أولى مني بتقديم هذه الأدوار، وإجابتي الوحيدة التي أرددها هي أن هذا ليس ذنبي.

_ ما السر في اهتمامك الشديد بالمرأة ؟
سبب اهتمامي هو أن المرأة شديدة التأثير في الوطن العربي، فهي السبب في وجود كل العلماء والفنانين والأدباء وكل الشخصيات الكبيرة في المجتمع الشرقي، لأنها صاحبة نفوذ كبيرة داخل الأسرة المصرية، وتشارك بالقدر الأكبر في تربية الأبناء، لذلك لابد أن أحترمها وأقدرها، كما أن من بين هؤلاء النساء والدتي التي هي أحب الناس لي، وهذا يكفي لتقديري لهن.

_ كيف ترى الوضع في سوريا الآن؟
بالطبع النظام الحاكم يحارب من أجل البقاء بكل ما أوتي من قوة، ولكن دائما الشارع هو الذي ينتصر مهما طالت هذه الحرب ومهما حسمت بعض المعارك لصالح النظام، وأريد أن أقول لكل الشعب السوري: إن انتصارنا مرتبط بوحدتنا وبإيماننا الشديد بأهدافنا التي تتمثل في المطالبة بدولة القانون ودولة المواطنة.

_ ما السبب الرئيسي في خلافك مع نظام بشار؟
نظام الأسد استخدم النظام العسكري والأمني لحل الأزمة في سوريا، وهذا كان أسوأ خيار، خاصة وأنه ابتعد كل البعد عن الحل السياسي، ثم إن ممارسة العنف ضد الشعب السوري هي الشيء الذي كرهه الجميع في نظام بشار.

_ متي فقدت الأمل في نظام بشار الأسد؟
منذ السنوات الثلاث الأولى لحكمه، فبشار كان يتحدث معنا عن المشروع الإصلاحي الذي سيغير مجرى الأمور في سوريا، ثم قام باعتقال بعض الشخصيات الوطنية وعلى رأسهم "رياض صيفي"- أحد أعضاء مجلس الشعب السوري- الذي كان يتحدث عن الإصلاح في البرلمان، وقلت وقتها: إذا كان أعضاء مجلس الشعب لا يستطيعون الحديث عن الإصلاح، فما بالنا نحن الشعب!

_ بماذا تنصح الشعب السوري لإتمام ثورته؟
لابد أن نظل نحارب أي مشاريع استبدادية مهما كان نوعها، سواء كانت هذه المشاريع تحت شعار ديني أو قومي، وأن نحافظ على وحدتنا الوطنية طوال الوقت.

_ هل ترى أن المشروع الإسلامي يهدد سوريا كدولة لها كيان خاص؟
الأمر ليس في التهديد، ولكن لماذا ينادي بعض الناس بإقامة دولة دينية في سوريا بالرغم من أن شوارع سوريا إسلامية في الأصل، والمساجد بمدن سوريا عمرها أكثر من 1000 عام، لذا أقول لا مكان للمشروع الديني في سوريا.

_ ما تفسيرك للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي السوري ؟
الكل يعلم أن أمريكا تسعى لمصالحها الشخصية، والتي تأتي دائما على حساب باقي الشعوب، وأنا أعلم كما يعلم الجميع أن أمريكا لا يهمها سوريا أو أمن الشعب السوري، وهذه طبيعة موجودة لدى كل دولة عظمى في العالم.

_ هل أنت مع مقاطعة سوريا للتعامل مع أمريكا بشكل نهائي؟
لا، أنا لست مع ذلك، لأن أمريكا دولة كبري والتعاون معها شيء مهم، ولكن لابد أن يضع السوريون والعرب جميعا أمام أعينهم المعلومة التي تؤكد أن أمريكا تسعى لمصالحها طوال الوقت ولا تفكر في أي شيء آخر.
الجريدة الرسمية