رئيس التحرير
عصام كامل

اتجوزها صحفية.. والنفقة عليا


الصدفة وحدها أو ربما التلاقى والاتفاق "ظاهرياً" على أشياء مشتركة، أو منفعة متبادلة، هى التى يمكن أن تجمع اثنين من مهنة واحدة داخل بيت واحد، هذه خلاصة تجربة 5 سنوات ونصف السنة من زواج أحدهما بابنة مهنته.. الصحافة.


تبدأ القصة بإعجاب منه ثم مساعدتها على إنجاز عملها، طالما كانت تصغره فى السن وبالتالى تقل عنه خبرة فى التعامل مع المصادر والمادة المكتوبة قبل تصديرها إلى "مفرمة" الديسك، حتى إذا ما انتهت المرحلة الأولى من العلاقة إلى ارتياح، تبدأ الثانية بالصدام.

"شوفت يا حبيبى شغلى دخل صفحة 2 واتغيرت فيه العناوين علشان ماكنتش فاضى لى تراجعه"..

"والله يا حبيبتى أنا كان عندى نحتاية بره الجورنال وأنتى عارفة أبوكى شيلنى أوضة زيادة وأنا فى عرض أى سبوبة طايرة"..،

"يعنى السبوبة دى ماتجيش إلا على حسابى، أنا مابقاش لى عندك خاطر ولا بقيت بتحبنى زى الأول"..،

"لا والله مين قال كده بس انتى عارفة أنا ملتزم مع أبوكى بسنتين خطوبة وعاوز أنجز قبل الميعاد علشان نلم شملنا"..،

"آه .. أنت بقى متجوزنى مصلحة علشان ترتاح أنت نفسياً وتشبع رغباتك على حساب مستقبلى وأترزع أنا فى البيت أحمل وأخلف وأربى العيال وأنسى شغلى.. لا يا أستاذ فوووووق.. صح النوم.. أنا اسمى مش ممكن يختفى أبداً وهافضل لازقة لك".

"مين اللى قال لك بس إنى عاوزك تقعدى فى البيت بعد الجواز؟"..،

"أنت أهوه اللى بعد ما دربتنى وعلمتنى عاوز تقعدنى فى البيت وتختمنى وتعرف عليا غيرى.. قال إيه بتساعد دى وصعبان عليكى دى فى الشغل"..،

"والله أنتى دماغك فاضية.. ماتسبقيش الأحداث".

وبعد الزواج...
"حبيبى.."
"يا نعم"!!
"أنا حامل"
"بجد"؟!
"وحياتك.. وكمان فيه مفاجأة"
"إيه.. قولى بسرعة شوقتينى"
"الدكتور قال لى توأم"
"ما شاء الله.. الحمد لله"
"على إيه يا حبيبى.. أنت فرحان إنى مش هاروح معاك الشغل وهاتفضل تروح لوحدك وتلعب بديلك من ورايا.. والبت الجديدة اللى جات تتدرب فى الجورنال دى أنا مش مستريحة لها.. بس بكرة أفوق ولما الدكتور يسمح لى بالحركة هاطب على دماغك يا روحى"..

وبعد 3 شهور..
"حبيبى"
"يا نعم"
"ممكن وأنت نازل تروح تغطى المؤتمر ده مكانى علشان أنا تعبانة؟"
"وماله.. قولى لى بس غير التغطية عندك مصادر خاصة مين هناك علشان نظبط التقرير"..

"هابقى أكلمك وأنت هناك بعد ماتبعت لى إيميل فيه التفاصيل.. أصل أنا مش بأدى مصادرى لحد"
"حاضر"..

"وأنت نازل خد كيس الزبالة معاك علشان الحكومة بطلت تبعت الزبال ياخدها.. ووأنت راجع ابقى عدى على السوق هات لى الطلبات اللى هامليهالك فى التليفون.. وماتنساش تحط لى العيش أول ما تنزل فى السَبَت"
"عينى.. عاوزة حاجة تانى"
"آه.. ابقى هات معاك 5 كيلو مانجة و3 برتقان و2 أوستفندى مع 4 كيلو موز لأحسن شكلى بأتوحم وخايفة العيال تنزل من غير قشر"
"مش عاوزة حاجة تانى"
"لأ .. بس ماتنساش النهاردة أول الشهر روح اقبض لى وهات لى مرتبى علشان عاوزاه ضرورى.. أو أقول لك.. البوستة تحت الجورنال خد معاك دفتر التوفير بتاعى حط لى فيه الفلوس"
"مش ناوية تحطى حاجة فى مصروف البيت يا حبيبتى.. أنا كشف الإنتاج الشهر ده تعبان شويتين ومرتبى قل.. ومصاريفك بقت زيادة من ساعة ما قعدتى فى البيت وحملتى"
"نعم نعم.. بتقول إيه يا عمر.. فوووق يا حبيبى أنا شخصيتى مستقلة وميزانيتى تخصنى.. محدش ضامن عمره وأنتوا يا صحفيين مالكومش أمان.. افرض جيت طلقتنى ولا اتجوزت عليا.. أرجع لأبويا بالعيال يا مولاى كما خلقتنى.. اسمع.. الموضوع ده لو اتفتح تانى على بيت أمك عِدِل.. أنا حاضنة يا حبيبى"
"لأ ده أنا اللى لسه بارضع يا حبيبتى.. انسى الموضوع ده وكأنى مافتحتوش.. ولو عاوزة نفقة وأنتى لسه على ذمتى غير مصروف البيت تحت أمرك.. ماليش بركة إلا أنتى"
"أيوه كده اتعدل.. واحمد ربنا إنى رضيت أتجوزك أصلاً.. ده جواز الواحدة من صحفى مايجيش من وراه إلا وجع القلب".
الجريدة الرسمية