رئيس التحرير
عصام كامل

المعزول.. وإهانة القضاء!


ولأن القضاء والتعليم ذوا شأن خطير في حياة الأمم والشعوب.. فمن غير قضاء نزيه موثوق فيه وتعليم واع مثمر متقدم لن تقوم للدولة قائمة، فقد سأل ديجول بعد الثورة الفرنسية أول ما سأل عن أحوالهما فقيل له إن القضاء مستقل والتعليم بخير.. فكان جوابه: إذن فرنسا كلها بخير.. فهل نحرص على استقلال القضاء وإصلاح التعليم حتي نطمئن فعلا أن مصر هي الأخرى بخير؟!


ربما يكون الدكتور محمد مرسي هو الرئيس الوحيد -عندما كان رئيسا للبلاد- هو الذي أهان القضاء بدرجة كبيرة وعلى الملأ.. وبعد أن عزله الشعب أهان القضاء أيضا وهو في القفص يحاكم أمام المحكمة بتهم جنائية خطيرة! هذا هو الفرق بين رئيس ورئيس!

فإذا أردت أن تتعرف على أن دولة عما إذا كانت متحضرة أم متخلفة.. عادلة أم ظالمة.. قوية أم ضعيفة انظر إلى القضاء واحترام أحكامه وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء..

فإذا كان قويا شامخا مستقلا عادلا لا يهاب أي سلطة ولا يخشي في الحق لومة لائم ولا رقيب عليه سوى ضميره، هنا تدرك أن الدولة قوية يعيش شعبها مطمئنا على حاضره ومستقبله وعندها تنحسر الجريمة وتأتي الاستثمارات وتزدهر السياحة وتتوفر فرص العمل.
فالعمود الفقري لأي دولة القضاء والتعليم.. ولذلك إذا أردنا لبلادنا الخير والتقدم يجب أن نعلي قدر القضاء واستقلاله في دستورنا الجديد، وأن يكون للتعليم أهميته ومكانته ومخصصاته المالية اللازمة.

إذا صلح القضاء والتعليم صلحا كل شئ.. ويبقي أن نضاعف عقوبات إهانة القضاء.. وفي كل الأحوال.. فقد أهان المعزول وعصابته أنفسهما قبل إهانة المحكمة التي يحسب لها هدوءها وقد كانت بالفعل على قدر المسئولية.. وهي جديرة بالاحترام والتقدير.
وهكذا كل يوم يتأكد شموخ ورصانة قضائنا العادل.
الجريدة الرسمية