"المعزول" والعصابة.. غوغاء فى قفص
"يمهل ولا يهمل"، خلاصة مشهد مثول "المعزول" محمد مرسي وعصابة "إخوان الشياطين" في قفص الإتهام، بعد عام أسود من حكم مجرم عميل.
في القفص واجه مرسي والعصابة قضاء مصر الشامخ النزيه، وحين حاولوا إفساد الجلسة وتحويلها إلى مسرحية غوغائية تعكس تدني الأخلاق "الإخوانية"، قلت في نفسي "إن ربك لبالمرصاد"، الآن أصبح مصير جماعة الإفك والخيانة بيد القضاء الذي تطاول عليه "المعزول" وسلبه اختصاصاته واتهمه زورا بالفساد من أجل تمكين جماعته، ولم يكتف بل أوعز لشبيحة "الإخوان" بحصار المحكمة الدستورية لمنع انعقاد جلساتها، كما عزل النائب العام لتعيين آخر "ملاكي"، لكن الأول عاد لموقعه بقوة القانون، ثم تنحى طواعية حتى لا يفصل في قضايا "الإخوان".. واليوم ينشد "الغوغاء" عدالة القضاء ويستجدون الرأفة والرحمة.
تمنيت مثل عشرات الملايين بث المحاكمة على الهواء كما حدث مع الرئيس الأسبق مبارك، أولا لقطع الطريق على من يروجون أنها محاكمة انتقامية كيدية، وثانيا لفضح سوقية وانعدام الأخلاق عند متهمي "الإخوان"، وثالثا حتى يعرف العالم حجم التآمر والجرائم التي ارتكبها نظام فاشي إرهابي، ورابعا كي لا نعطي فرصة لمن يصيد في الماء العكر أن يطلق لخياله المريض عنان الحديث عن صمود وثبات "المعزول"، وحتى تقرر الحكومة بث جلسات المحاكمة مباشرة، فإن اللقطات التي عرضها التليفزيون كفيلة بالرد على من سولت له نفسه المبالغة في التأويل والتفسير والتحدث بغير الحقيقة.
ادعت بعض المطبوعات الموالية للجماعة المحظورة، أن ثبات مرسي في مواجهة القضاء يجعله "مانديلا العرب"، مشيرة إلى أن مبارك حضر الجلسات على سرير طبي ولم يجرؤ على المواجهة.. وهنا لابد من الرد بأنه صحيح أن القفص نفسه شاهد على محاكمة رئيسين لكن الفرق بينهما شاسع، لأن مبارك تنحى طواعية أما مرسي فقد عزله الجيش بعد تظاهر 35 مليون مصري ضد حكمه.
نعم حضر مبارك الجلسات على سرير طبي، لكنه أظهر من الأخلاق واحترام القضاء الشىء الكثير، فهو رجل دولة وقائد عسكري يعرف متى يتحدث ومتى يلتزم الصمت وأن لكل مقام مقال، أما "المعزول"، الصامد كما يدعون، فحاول الإيحاء بأنه ثابت ومتماسك لبث الحماسة في نفوس الشبيحة حتى يستمروا في إشاعة الفوضى والإرهاب، لكن منظر مرسي وهو يحاول غلق زر الجاكيت بكلتا يديه واستغراقه وقتا لذلك ينم عن أن فرائسه ترتعد خوفا ورعبا من مواجهة القضاة ومصير أسود ينتظره، أما تمسكه بالحديث عن الشرعية سواء حاكما أو متهما رغم يقينه بتزوير نتائج الانتخابات، فدليل أكبر على ضحالة الفكر وعدم القدرة على استيعاب المستجدات.
قلت في السابق، إنني أخجل من أن شخصا مثل مرسي يحكم مصر، لكنني في الحقيقة رثيت لحاله عند مثوله متهما أمام القضاء، إذ رفض ارتداء ملابس السجن الاحتياطي ليقنع من حوله أنه الرئيس، ومع هذا ارتدى ملابس السجن صاغرا فور وصوله الزنزانة في "برج العرب"... مرسي يهمه "الشو"، لذا تعمد استدعاء شخصية الرئيس الراحل صدام حسين حين خاطب القاضي، لكن شتان بينهما... صدام مهما اختلفنا مع نظام حكمه وديكتاتوريته، إلا أنه يتمتع بشخصية مهيبة وفكر وقيادة، بينما "المعزول" ليس أكثر من "استبن" و"دمية" يحركها المرشد والشاطر لتنفيذ أوامر التنظيم.
مرسي الذي أدمن الإعلام والكاميرات، وضح تماما من تصرفاته أنه مريض نفسي ومنفصل عن الواقع، يعيش وهم الرئاسة وأنه ضحية انقلاب عسكري، من هنا تحدث مع القاضي بتعال وصلف ودعاه للإفراج عنه ليعود رئيسا للبلاد، كما تعمد مع باقي العصابة التلويح بإشارة رابعة الماسونية والمبالغة في الابتسامة وإدارة ظهورهم للمنصة وهي رسائل واضحة يستميلون بها الغرب.
المحصلة أن مرسي وعصابته في القفص، والمحاكمة ستكشف فضائح وجرائم لم تعرفها مصر منذ آلاف السنين، وستسقط معها رءوس قادة متآمرين وعملاء مصريين بالمئات باعوا البلد وعملوا على تقسيمها بصفقات دولارية، وإن غدا لناظره قريب.