رئيس التحرير
عصام كامل

هذيان "مرسي" في أول يوم سجن.. قال: "أين التنظيم الدولي".. طلب وجبة سمك "إسكندراني".. ثم فتش زنزانته بحثا عن كاميرات مراقبة.. وسأل عن منطقة بنجر السكر

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي داخل قفص الاتهام

وكأنها كانت أحلام يقظة ذهبت سريعا وعاد الحال على طريقة، المثل الشعبي "رجعت ريما لعادتها القديمة"، وداخل جدران سجن برج العرب أودع "محمد مرسي" بعد عام من دخوله لقصر الاتحادية رئيسا ليخرج منه مسجونا.

أمس قررت محكمة الجنايات إيداع الرئيس المعزول سجن برج العرب على ذمة اتهامه بالقتل والتحريض على تعذيب المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.

مشاهد كثيرة كان بطلها مرسي منذ دخوله قاعة المحكمة صباح أمس حيث وصل إلى زنزانته عصرا، وكان محلا لأنظار المصريين جميعا الذين ترقبوا تلك اللحظات التي خرجوا من أجلها في 30 يونية يعلنون إسقاطهم لحكم الإخوان.

وفي حراسة أمنية مشددة أودعت إدارة سجن برج العرب "مرسي" داخل زنزانه تصل مساحتها حوالي 50 مترا بجوار مستشفى السجن تحت حراسة أمنية مشددة من حرس السجن وقوات خاصة من الداخلية ومندوبين عن أجهزة سيادية.

مصادر داخل السجن أكدت أن مرسى بدا في حالة ذهول منذ نزوله من المروحية العسكرية أمس، وظل يلتفت حوله لأكثر من 20 دقيقة وهو يهذي بكلمات غير مفهومة مثل "أين الشرعية؟"، "أنا الرئيس المنتخب"،"أين التنظيم الدولى"، "النهاية اقتربت" ولم تمنعه حالة الذهول والحزن التى كان فيها من السؤال عن أصدقائه القدامى صبحى صالح وحسن البرنس، بينما لم يسأل عن الدكتور حمدي حسن المحبوس أيضا داخل برج العرب.

المثير أن المعزول سأل حراسه عن أخبار منطقة بنجر السكر القريبة من السجن والتي كان زارها مفتتحا موسم حصاد القمح من العام الماضي قائلا لهم "بحب المكان ده قوى".

كان فى استقبال المعزول مدير منطقة سجون برج العرب ومعه مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة غرب الدلتا كما كان متواجد عددا من كبار الضباط بجهاز الأمن الوطني وجهة سيادية أخرى وكانوا متواجدين لمتابعة تأمين السجن من الداخل والخارج.

وبحسب المصادر فإن المعزول ارتدى البدلة البيضاء الخاصة بالحبس الاحتياطي ثم ذهب لمستشفى السجن للخضوع للكشف والفحص الطبي ولم يكن مريضا أو مصابا بارتفاع ضغط الدم أو شيء، ولكنها إجراءات تتم مع كافة المساجين، ثم سأل عن سجادة صلاة حتى يصلى العصر فور وصوله للسجن، وبعد أن أدى صلاة العصر داخل الزنزانة بعد رفض إدارة السجن أن يؤدى الصلاة فى المسجد أذ المعزول يلتفت حوله وينظر أسفل سريره حوالي 6 مرات تقريبا، وعندما سأله الضابط الذى كان يرافقه عما يبحث قال له :"عن أشياء لا تعلمها أنت"!!.

مرسى احتفظ بمصحف متوسط الحجم ورفض تناول الطعام المعد له من إدارة السجن وكان عبارة عن فراخ وأرز وطلب من إدارة السجن وجبة أسماك قائلا طالما أنا فى إسكندرية لازم أشوف السمك وهو يبتسم.

لم تتوقف الليلة الأولى للمعزول عند الأسماك والفسفور ولكنه كان يتحدث بصوت عال عن سيدة تدعى أم محمد رمضان قال عنها ربنا يجازيها خير أم محمد رمضان ولم يعرف من هى تلك السيدة المجهولة فى حياة مرسى.

وفى الصباح وعند تقديم الطعام له قال لحارسه نفس الهواء كنت أشمه وأنا محبوس قبل محاكمتي هو أنا كنت فى إسكندرية وبالطبع لم يجيبه الحارس.

وتقع زنزانة المعزول بجوار المستشفى تم إعدادها له خصيصا وكانت مخصصة قبل ذلك للمحبوسين شديدي الخطورة وتخضع لمراقبة خاصة من قوات الشرطة والقوات الخاصة المتواجدة فوق الأسطح وعلى جميع البوابات.

بالقرب من محبس المعزول يوجد عنبر فى السجن يحمل إسم عنبر سيتى بنك وهو يضم كافة المتعثرين ماليا جراء قيامهم بالحصول على قروض السيارات وفيه يوجد عشرات الشباب الذين تعثروا ماديا، هؤلاء نظموا لمرسى نشيد العنبرة والخاص بالاستقبال وهتفوا قائلين لامبارك أب وابن ومرسى وصل السجن.
الجريدة الرسمية