رئيس التحرير
عصام كامل

صدام مصر!


كنا أمام رئيس معزول -فاقد الوعي- ما زال يعيش في جلباب الرئيس.. حاول تقليد صدام حسين مع الفارق طبعا، فقد ظهر أمام القاضي وقال تقريبا ما قاله صدام «أنا الرئيس الشرعي.. والقضاء يتستر على الانقلاب والمحاكمة باطلة»..


وبصراحة كانت صورة المعزول ورفاقه الذين يحاكمون بتهم جنائية وليست سياسية مستفزة ومنفرة ومستهترة، وإن كان يريد منها الإثارة ولفت الأنظار ومخاطبة الخارج لابتزاز التعاطف الدولي.. أرادوا تحويلها إلى خطب ولكن ذلك لم يلق القبول بل كان الفشل بعينه.

كان يوم المحاكمة من الأيام الفارقة.. فقد أكدت على هيبة الدولة وبسط نفوذها.. وشموخ القضاء واستقلاله وتعافي الشرطة وعودة الثقة مع الشعب.

وفي الوقت نفسه كانت المحاكمة إعلانا واضحا على فشل ونهاية الجماعة سياسيا وشعبيا وشرعيا وكشفت من جديد مدى الغباء الذي تتمتع به وفقدان القدرة على التمويل والحشد وابتعاد الكثير من المتعاطفين معها.. وأنها ما زالت تعيش في وهم كبير!

حاول المعزول وأعوانه المتهمون معه في مسرحية هزلية مكشوفة من داخل القفص إظهار ضعف الدولة والاستهانة بالمحاكمة بإدارة ظهورهم لها والاشتباك مع القضاة.. والتلويح بإشارة رابعة.

والتنديد بالجيش لتصوير أنفسهم أمام الرأي العام العالمي بالضحية.. إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل أيضا ولم تجد من يصدقها!

أما المسألة المهمة التي يجب أن ننظر إليها أن كل أحداث المحاكمة وتداعياتها صبت في مصلحة الدولة وزادت من خسائر الجماعة المحظورة.

وأرجو أخيرا ألا ننشغل في المحاكمات.. ونتركها للقضاء العادل.. حتى نتفرغ لبناء الوطن وتنفيذ خارطة المستقبل وتحسين أحوال المواطنين.. فالشعب لن يأكل محاكمات أو سياسة وينتظر جني ثمار ثورتين.
الجريدة الرسمية