رئيس التحرير
عصام كامل

كيرى.. وزيارة غير بريئة!


ربما لو تمت زيارة كيرى، وزير خارجية أمريكا لمصر قبل شهر من موعد محاكمة المعزول على جرائمه العديدة في حق الوطن والمصريين، والتي تبدأ أولى جلساتها غدًا «الإثنين».. ما كانت حدثت هذه الحيرة والدهشة وعلامات الاستفهام من مغزى الزيارة وتزامنها.. مع توقيت المحاكمة!!


لا يمكن أن تكون قد جاءت بالمصادفة.. أو كما قالت وزارة الخارجية بأن الزيارة طبيعية وليس لها علاقة بمحاكمة المعزول.

إذن لماذا زيارة كيرى؟.. هل جاء ليعتذر للشعب المصرى عن وقوف الإدارة الأمريكية ضد إرادة ملايين المواطنين التي خرجت في ٣٠ يونيو ضد حكم الإخوان؟.. هل يعتذر عن مساندة أمريكا لجماعة الإخوان الإرهابية التي تورطت في أعمال عنف وإرهاب ضد شعب مصر وجيشه وشرطته بالتعاون مع منظمات إرهابية معروفة لدى أمريكا والعالم؟

هل يعتذر عن قرار أوباما بتجميد المساعدات العسكرية لمصر والتهديدات بقطع المعونة الأمريكية في وقت يخوض فيه الجيش المصرى معركة مفتوحة ضد الإرهاب في سيناء؟

يعتذر عن إيه ولا إيه.. وأظنه لن يفعل، فمازالت إدارة أوباما تمارس ضغوطها على دول عربية وأوربية ستعدل عن دعمها لمصر والوقوف بجانبها..

لذلك، فمن حق الشعب المصرى أن يتساءل ويتوجس من توقيت الزيارة.. فهى ليست بريئة أبدًا ومنذ متى كانت زيارات أي مسئول أمريكى بريئة!؟

فزيارة كيرى من أجل عيون الإخوان ودعمهم لاستمرارهم في المشهد السياسي هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى محاولة لمنع محاكمة المعزول.. أو على الأقل الإفراج عنه منعا لفضح إدارة أوباما وكشف مشروعهم الخبيث في سيناء لخدمة إسرائيل.. فالمحاكمة تعنى افتضاح علاقة أمريكا بجماعة لها علاقة مع تنظيم القاعدة.. مع جماعة تمارس وتنشر الإرهاب.. ومن ناحية ثالثة الخوف من تنامى التقارب المصرى الروسى الذي أصبح مطلبًا شعبيًا.

بالتأكيد فإن إدارة أوباما ستفعل ما بوسعها حتى لا ينكشف أمرها أمام شعبها.. وأمام العالم وربما تقدم تنازلات وتعقد الصفقات في سبيل ذلك.

فكيف تزعم أمريكا بأنها بلد الديمقراطيات وراعية حقوق الإنسان في الوقت الذي تساعد فيه جماعة إرهابية وثيقة الصلة بمنظمات إرهابية!

لاشك أن محاكمة المعزول وقيادات الإخوان ستكشف الكثير من الحقائق والمفاجآت وستؤثر بالتأكيد على إدارة أوباما وصورة أمريكا!

لذلك كله.. لابد أن يعرف الشعب المصرى - وهذا حقه - كل تفاصيل ونتائج الزيارة بشفافية.. والتأكيد في ذات الوقت بكل وضوح على استقلالية القرار المصرى.. القضاء المصرى.. واستمرار محاكمة المعزول وكل من ارتكب جرائم من قيادات الإخوان في حق مصر وشعبها.

حسنًا ما قررته الحكومة من عدم تأجيل محاكمة المعزول تحت أي ظرف من الظروف، وأنها ستتصدى بكل قوة وحزم لأى أعمال عنف وفوضى تخطط لها جماعة الإخوان بالتزامن مع المحاكمة..
آن الآوان لفضح علاقة أمريكا بجماعة الإخوان والتنظيم الدولى ومشروعهم ضد سيادة واستقلال الوطن.
الجريدة الرسمية