رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد الثورة


بعد مرور عامين على الثورة المصرية، التى أشاد بها العالم، كانت الأوضاع خير شاهد على النتيجة التى عانى منها الكثيرون، وكانت الأوضاع تتردى يوما بعد يوم، وتغير السلوك إلى الأسوأ، وارتفعت الأسعار لتشكل ضغطا رهيبا على الأسر المصرية، وزادت أيضا البطالة، مما عمل على انخفاض المستوى المعيشى للمصريين جميعا.


كانت آمال الشعب وقت الثورة هى إصلاح ما أفسده النظام السابق، ولم يكن متوقعا أن يوجد الانقسام فى الرأى ولا الاختلافات أو المسميات التى أطلقت على الفئات من الشعب المصرى، لم نسمع عنها من قبل، وكان المتوقع هو استرداد ما نهبه النظام السابق من خيرات مصر، وإصلاحها بعد استحلالها إلى نفسه والمقربين منه.

إلا أن الواقع بدد كل هذه الآمال والأحلام وأطل بغلظته على الشعب، وأثر الانفلات الأمنى على كل شىء، بداية بانهيار قطاع السياحة إلى الاستثمار والصناعة.

لا ننكر أنه بعد الثورات يحدث اختلاف كثير على مستقبل البلاد، يتنازعه الفئات المختلفة، إلا إن وعى  وحسن إدراك الشعب هو الفارق الحقيقى فى مستقبله، فمهما يكن من اختلاف إلا إنه لابد أن يراعى وحدة الرأى ووحدة الوطن والمواطنين.

إن العدو متربص بنا ولكنه يعمل بالمثل القائل"إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه" وهذا ما يحدث الآن.

إننا قادرون اليوم على إيقاف الجدال السياسى الذى لم يثمر من الفترة السابقة إلا ارتفاع ضغط الدم وارتفاع درجة حرارة المواطن، الأمر الذى جعله عرضة لأى استثارة، فيكن رد فعله أقسى بكثير من أى فعل.

لابد من جميع القراء أن يبلغوا الآخرين أننا اليوم يجب علينا إدراك الحقائق وإدراك الموقف الحالى بكل مخاطره، فإما ننجح معا، وإلا فشلنا معا.. لن يرحمنا التاريخ، وسيذكر أننا لم نتفق على رأى وسيشهد أبناؤنا أننا أضعنا أوطاننا بأيدينا وليس بأيدى الآخرين.

ليس الإدراك هذا بالشعارات ولا بالكلمات، وإنما بعمل خطة حقيقية على أرض الواقع لتجميع المواطنين وجمع التوجهات من أجل توجه واحد هو" مصر".

لابد أن يوضع مسار للمعارضة، مسار حقيقى، حتى يتحول العمل السلبى الناتج عن الإهمال وتحييد الآخرين إلى عمل إيجابى وتشكيل معارضة حقيقية، تسير فى مسار سليم مرسوم لها لتسهم فى إنماء الوطن، وهذا هو السبيل الوحيد للقضاء على عدم الاستقرار، والبداية فى مرحلة استقرار حقيقية.
الجريدة الرسمية