مؤامرة إيرانية على مصر والسعودية
صدق الرئيس الأسد حين اعتبر أن التقارب الأمريكي الإيراني من مصلحة سورية، وكذب جون كيري ومن قبله باراك أوباما حين قالا ألا مكان لبشار الأسد في سورية وأن حكمه انتهى، فما إن بدأ التقارب بين "الشيطانين" إيران وأمريكا، حتى تغيرت اللهجة تجاه النظام السوري وبدأت التنازلات، فالمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يشير إلى أن إيران جزء من الحل السوري، فترد المعارضة السورية بأن إيران هي المشكلة، ثم يصرح بأن الأسد سيشرف على المرحلة الانتقالية، ما يعني عدم تخليه عن الحكم راهنا، في ظل تغير أولويات الأدارة الأمريكية بعد فشل مؤامرتها لتقسيم مصر.
وبالتزامن مع تصريحات الإبراهيمي، اتهم "البوق الإيراني" حسن نصرالله السعودية بأنها تعمل على عرقلة الحل السياسي في سورية من خلال السعي إلى تعطيل مؤتمر جنيف أو تأجيله، وأن المملكة غاضبة جداً لأن النظام السوري لم يسقط، وتمادى نصرالله في تهديد السعودية قائلا: "العناد بلا أفق، والمنطقة لن تبقى مشتعلة لأن هناك دولة غاضبة، واغتنام مؤتمر الحوار فرصة لكم، لأن الزمن الآتي ليس لمصلحتكم، سواء على الصعيد الميداني في سورية ولا إقليميا ولا دوليا، وضمن المعطيات الحالية من الأفضل لكم الدفع نحو الحل السياسي في سورية".
"البوق الإيراني" نصرالله لم يذكر قطر في حديثه، رغم أنها تدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح وكل شىء، ليقينه أن قطر جزء أصيل من المؤامرة على العرب بالاتفاق مع إيران وأمريكا وإسرائيل وتركيا.
وتتضح معالم الصورة أكثر إذا ربطنا ما ذكرناه أعلاه مع ما سربه قيادي في التحالف الشيعي الحاكم في العراق، من أن السعي الإيراني لتفتيت مصر لم ينته بسقوط حكم الإخوان، وأن ولاية الفقيه تدعم وتمول بسخاء لاستمرار الاضطراب السياسي والاقتصادي والأمني في مصر، وتعمل على تعميق مواجهة الجيش المصري مع "الإخوان" وبقية الجماعات المتطرفة، لأن تقسيم مصر أو إنهاكها سيجعل استيلاء إيران على دول الخليج مهمة يسيرة.
تسريبات القيادي العراقي الشيعي تلك، تؤكد أن تصدي ملايين المصريين ومعهم الجيش والشرطة لنظام الإخوان المتآمر، أحبط الحلم الأمريكي في تقسيم مصر، وضرب خططها وأجبرها على تغيير أولوياتها وتحويل دفة المؤامرة باتجاه السعودية ودول الخليج بالاتفاق مع إيران، مع عدم التخلي عن تنفيذ مخطط السيطرة على مصر، وهذا ما فطنت إليه القيادة السعودية، فبدأت في الهجوم على أمريكا وسياستها التي لا يمكن الوثوق بها أو الاعتماد عليها واعتبرت أن إيران "العدو الأول للعرب".
أعقب التسريبات العراقية الكشف على نطاق ضيق عن أن الولي الفقيه الإيراني، قرر تنفيذ وثائق قديمة تتضمن خطط واتفاقات إسرائيلية ـ إيرانية لتقاسم الهيمنة والنفوذ في المنطقة العربية بأكملها، بحيث تسيطر إسرائيل على مصر والأردن وما حولها من الدول، فيما تستحوذ إيران على السعودية ودول الخليج إلى جانب استمرار سيطرتها الحالية على العراق ولبنان وسورية.
من هنا جاء التقارب الأمريكي ـ الإيراني لتنفيذ المؤامرة بطريقة أخرى تضمن تفتيت المنطقة وضمان أمن وسيطرة اسرائيل وإيران عليها.
وتهدف الوثائق التآمرية إلى تقسيم المملكة إلى دويلات تضعف قوتها الأمنية والاقتصادية وتؤدي إلى انهيار منظومة "مجلس التعاون الخليجي"، ومع تفتيت السعودية يصبح الاستيلاء على الدول الخليجية تحصيل حاصل.
تعتمد إيران في تنفيذ مخططها على بدء العمليات الإرهابية وإشاعة الفوضى عن طريق خلايا "حزب الله" من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، وفي المقابل جمع المعارضة السعودية ودعمها بالمال والخطط لإثارة أمريكا وأوربا ضد المملكة بدعم من اللوبي اليهودي حول العالم، على اعتبار أن اسرائيل مستفيدة مما سيحدث وستتقاسم النفوذ والسيطرة على المنطقة مع إيران.
والآن هل يتحد العرب ويجتمعون على قلب رجل واحد لمواجهة المخطط الإيراني ـ الأمريكي ـ الإسرائيلي لابتلاع الأمة العربية، أم نظل أسرى جدل وصراع يغذيه طابور خامس متآمر مع حماس الإرهابية والإخوان الماسونية والجماعات التكفيرية؟!