رئيس التحرير
عصام كامل

«الديانة الإسلامية في مزاد الجنسية الإسبانية».. ترنيمات العذراء والمسيح شرط التحول.. 60 يورو لمدريد بعد الدخول في «الكاثوليكية».. مواجهة الأزمة الاقتصادية بترحيل المهاجرين.. 70 ألف

جانب من مظاهرة للمسلمين
جانب من مظاهرة للمسلمين باسبانيا - صورة أرشيفية

"إذا أردت أن تصبح إسبانيا فلا مشكلة.. لكن عليك تغيير ديانتك لتصبح غير مسلم"، هذه السياسة تتبناها إسبانيا التي ترفض منح الجنسية للمسلمين، وذلك ما أكدته أيضا إذاعة "هنا أمستردام".

"بعد إعلان الإذاعة الهولندية ذلك، أثارت التصريحات حالة من الغضب بين الجاليات العربية الموجودة في إسبانيا.. مدريد تتاجر في الدين"، كان ذلك أيضا تعليق منية بلماحي المهتمة بالجالية المغربية في إسبانيا، وكرد منها على الاتفاقية التي أبرمتها حكومة ماريانو راخوي، ورئيس المؤتمر الأسقفي بحضور الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الكاطالاني جوزيف أنطوني.

وتسهل هذه الاتفاقية إجراءات منح الجنسية الإسبانية للمسلمين الراغبين في ذلك بشرط تغيير ديانتهم أو الراغبين في تغيير ديانتهم إلى المسيحية الكاثوليكية، وهي أكبر طوائف الدين المسيحي في إسبانيا.

و"الاتفاقية التي أبرمها -في الأسبوع الماضي- وزير العدل الإسباني ألبيرتو رويس غياردون ورئيس المؤتمر الأسقفي أنطونيو ماريا روكو فاريلا" -وفق "هنا أمستردام"- حملت تسهيلات كبيرة للحصول على الجنسية الإسبانية مقابل التخلي عن الديانة الإسلامية، واعتناق المسيحية الكاثوليكية، وذلك من خلال شروط حددتها الاتفاقية للراغبين في الاستفادة من هذا "العرض"، وذلك بترتيل ترنيمتان تخصان الديانة الكاثوليكية، مشهورتين في إسبانيا وأمريكا تحديدا، وتعني الأولى "التغني بمريم العذراء"، والثانية "بعيسى عليه السلام".

الشرط الثاني في الاتفاقية أن "يكون الراغب في الاستفادة من الجنسية الإسبانية مستعدا للتخلي عن دينه الإسلام، وحاملا لسيرة ذاتية تتميز بحسن السلوك، وإن كانت عليه غرامة قضائية، فلا يجب أن تتجاوز 600 ألف يورو". أما الشرط الثالث لهذه الاتفاقية الموجّهة تحديدا للمسلمين فهو "دفع 60 يورو كضريبة يتم تقسيمها بين الدولة (5 يورو) وبين الكنيسة (55 يورو).

وعند توافر الشروط الثلاثة لمن تخلي عن ديانته الإسلامية- حسبما أكدت هنا أمستردام- فالمعتنق لدينه الجديد المسيحية، "يمكنه تقديم طلب الحصول على الجنسية الإسبانية" حسب الوزير الإسباني، البيرتو رويس غياردون، الذي أرجع القرار بالرغبة في "تعزيز الاحتياط الروحي لإسبانيا".

المغربية منية بلماحي، في اتصال مع جريدة هسبريس الإلكترونية المغربية من إشبيلية، أكدت أن الاتفاقية "التي تستهدف المسلمين تحديدا"، ليست هي أول اتفاقية تبرمها الحكومة الإسبانية مع الكنيسة، بل كانت هناك اتفاقية مماثلة سنة 1988 مع رئيس الوزراء الإسباني السابق، فيليبي جونثاليث ماركيث، حيث كانت هناك اتفاقية مشابهة، لكنها تخص اليهود بدل من المسلمين وأرجع الرئيس الإسباني قرار الاتفاقية برغبته في "إصلاح موقف إسبانيا من طرد اليهود سنة 1492".

"الاتفاقية استفاد منها نحو 120 مقيما في إسبانيا من ذوي الديانة اليهودية، قبل أن يصعد خوسيه لويس رودريجيس ثاباتيرو إلى رئاسة الحكومة الإسبانية ويلغي الاتفاقية، لتعاود حكومة ماريانو راخوي، تفعيلها هذه المرة لتشمل المسلمين"، بحسب ما أكدته بلماحي.

واعتبرت بالماحي الاتفاقية بمثابة "متاجرة بالدين"، واستغلال بشع لأزمة المهاجرين، ورغبتهم في تأمين استقرارهم، خصوصًا أن الحكومة الإسبانية تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة دفعتها لشن حملات قاسية على المهاجرين برفضها تجديد إقامة العديد منهم، وبعكس ذلك تطرح تبسيط الجنسية الإسبانية لمن يتخلى عن الدين الإسلامي، لصالح المسيحية، وهو ما لا يعتبر خيارًا دينيًا، بل "بيعًا للدين واستغلالا بشعا للمهاجرين".

الاتفاقية تطبق على أكثر من 70 ألف مهاجر مغربي في إسبانيا وتهدف إلى عدم جلب المهاجرين وخاصة المغربيين، لتغيير ديانتهم مقابل الاستفادة من امتيازات حددتها الحكومة الإسبانية، والكنيسة في الحصول على الجنسية الإسبانية.
الجريدة الرسمية