جون كيرى أول رجل أبيض يشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة منذ 16 عامًا.. وعد بإحياء مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط.. ويحذِّر الفلسطينيين من محاولة شكوى إسرائيل أمام "الجنائية الدولية"
إذا تم، كما هو متوقع، تثبيت السناتور جون كيرى مرشح الرئيس أوباما لمنصب وزير الخارجية خلفًا لهيلارى كلينتون، فإنه سيكون أول رجل أبيض يشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة منذ نحو 16 عامًا.
ولأول مرة خلال عقد من الزمن يستخدم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ خلال جلسة تثبيت كيرى فى المنصب لقب "السيد" لمخاطبة وزير خارجية مرشح.
وأوضحت شبكة "صوت أمريكا"، فى تقرير لها، أن موقعًا على الإنترنت معنِى بالمرأة "جيزيبيل دوت كوم" نشر مؤخرًا مدونة يتساءل فيها بشكل ساخر "هل أمريكا مستعدة لرجل أبيض يتولَّى منصب وزير الخارجية؟".
وكانت آخر مرة يشغل فيها منصب وزير الخارجية أبيض من الذكور فى عام 1997، وهو وارن كريستوفر.
وأوضح أستاذ جامعى أمريكى أن إثارة هذه المفارقة أو ربما الدعابة والنكتة تعتبر مؤشرًا لكثير من الأمور، من أهمها تساؤل بشأن أين تريد أمريكا أن تذهب وأين كانت، بعد سنوات من تولى مادلين أولبرايت القيادة الدبلوماسية ومن بعدها كولن باول ثم كوندوليزا رايس ثم هيلارى كلينتون، وهو ما ترك بصمته على المستوى الدبلوماسى.
وأوضح أستاذ جامعى أمريكى آخر أن التأثير بسيط لكنه حقيقة واقعة.. وشجع المزيد من الموظفات السود من النساء اللاتى تأثرن بشدة من هذا التوجه خلال عملهن فى السنوات الـ16 الماضية فى وزارة الخارجية.
وأشارت الشبكة إلى أنه يبدو أن شيئًا من ذلك لم يكن فى أذهان أعضاء مجلس الشيوخ فى جلسة استماع تثبيت كيرى بالمنصب، ومن بينهم صديقه منذ وقت طويل السناتور جون ماكين الذى أشاد بمميزات كيرى الشخصية.
وتساءلت الشبكة عما إذا كان شكل ونوع الشخص الذى يتربّع على قمة الدبلوماسية الأمريكية سيحدث فرقًا؟ سواء كان رجلًا أو امرأة.. إذا كان يرتدى بنطلونًا أو يرتدى تنورة؟ وأشارت إلى أن الإجابة ربما تكون "لا".
وقالت أستاذة جامعية ثالثة، إنه لأمر صعب فى النهاية وإن كيرى يجلب بعض الخبرة التى تتسم بالجرأة التى قالت إن النساء لسن ضعفاء فيها بأى شكل من الأشكال.
والسناتور جون كيرى من مواليد 11 ديسمبر 1943 فى ولاية كولورادو، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة ييل وشهادة فى القانون من كلية بوسطن، وتولَّى منصب نائب حاكم ولاية ماساشوستس من 1983 إلى 1985، وحصل على عضوية مجلس الشيوخ الأمريكى منذ عام 1985، وكان المرشح الديمقراطى للرئاسة فى عام 2004، وهو متزوج بتيريزا هاينز.
وقد خدم كيرى فى حرب فيتنام، ويرأس حاليًا لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى.
وقال السناتور الديمقراطى هارى ريد، إن مجلس الشيوخ سيعقد جلسة للتصديق على تعيين كيرى يوم الثلاثاء القادم.
من ناحية أخرى وفى ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال السناتور جون كيرى خلال جلسة تنصيبه، إنه سيعمل على إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تدرس مبادرة سلام جديدة رغم فشل جهود الرئيس أوباما فى فترة ولايته الأولى.
وقد انهارت محادثات السلام التى توسَّطت فيها الولايات المتحدة عام 2010 وسط تبادل للانتقادات بين الطرفين، وسرَّعت إسرائيل منذ ذلك الحين من وتيرة البناء الاستيطانى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، واتخذ الفلسطينيون خطوات لكسب مزيد من الاعتراف فى الأمم المتحدة ووكالاتها.
وأعرب كيرى عن أمله فى أن تكون هذه لحظة يمكن فيها استئناف بعض الجهود لجمع الطرفَين معًا لبحث تبنى نهج مختلف عما كانا عليه فى العامَين الماضيين، مشيرًا إلى أن شكل الحكومة الذى ستسفر عنه الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة يوم الثلاثاء ليس واضحًا.
وأضاف أنه يتعيّن محاولة التوصل إلى طريق للتحرك إلى الأمام، مشيرًا إلى أنه يؤمن بأن هناك طريقًا لذلك، إلا أنه حذَّر من أنه إذا لم يتم النجاح فى ذلك فإن الباب أمام حل الدولتَين يمكن أن ينغلق أمام الجميع، ونوَّه بأن ذلك سيكون أمرًا كارثيًّا.
وشدَّد كيرى من جديد على موقف الولايات المتحدة المعارض منذ فترة طويلة للخطوات المنفردة من جانب الإسرائيليين أو الفلسطينيين، وحذَّر الفلسطينيين من محاولة شكوى إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى.