الطباعة.. رجس من عمل الشيطان
في مجلة صباح الخير وفى عدد من أكتوبر 1958 كتب الدكتور إبراهيم عبده أستاذ الصحافة مقالا يستنكر فيه آراء بعض المتشددين الذين حرموا الطباعة ثم أجازوها يقول فيه:
"إن الدين امتحن في أزمة الشيخ بخيت التي أثارها وتركها قصة تدخل للأسف من أضيق أبواب التاريخ.
ففى آواخر القرن السابع عشر أراد مسلم أن يدخل الطباعة في الاستانة فصدرت إرادة سلطانية هميونية بإلحاد الرجل، وصدرت فتوى من عملاء تركيا بأن المطبعة رجس من عمل الشيطان.
بعد ١٢ عامًا جاء فرمان سلطانى بتوقيع سعيد أفندى صدر تركيا الأعظم فيما بعد بإنشاء أول دار للطباعة هي دار السعادة واشترط الفرمان ألا يطبع أي كتاب في التفسير أو الفقه أو الدين.
مضت سنوات وصدر فرمان جديد مؤيد بفتوى للعلماء تقول، إن المطبعة فضل من الله عظيم الفوائد والحسنات ومن حسناتها طبع كتب الدين وفى مقدمتها القرآن وكتب التفسير والحديث، فطالب الأزهر والصحفيون بطرد الشيخ الذي أفتى بذلك من وظيفة الإفتاء بل استحلت بعض الصحف دمه.
ويتساءل د.إبراهيم عبده، كيف لم يقتل المسلمون الأوائل أئمة الإسلام ولكل منهم مذهب مخالف من القاع سائر المذاهب والآراء، وأن الله لم يورث أحدًا سلطانه على النوايا والقلوب، وأنه وحده يزن العقيدة ويفهم البواطن وما تنطوى عليه الصدور.