رئيس التحرير
عصام كامل

نكشف تخطيط مافيا العقارات لهدم قصر مكرم عبيد... ناشط حقوقي: هدم القصر يمثل تهديدا للتراث...مدير آثار قنا السابق: القصر طراز معماري تاريخي يجب الاحتفاظ به.. الهجان: كلف مجلس المدينة بمراقبة القصر

فيتو

يعتبر أهالي قنا قصر مكرم عبيد باشا بوسط مدينة، شاهدا على العصر لكونه أثرا تاريخيا تعدى عمره المائة عام فهو من القصور ذات الطابع المعماري على الطراز الأوربى وتجب حمايته في الوقت الذي امتدت فيه أيدى مافيا العقارات الأثرية لتهدد القيمة التاريخية لهذا القصر العريق. 


يقول خالد سعيد ناشط حقوقى، "إن عملية هدم القصر بهذا الشكل الممنهج من قبل مافيا العقارات الأثرية بقنا تمثل خطورة وتهديدا لباقي القصور التاريخية الموجودة بمحافظة قنا وهى قريبة جدا من ذلك القصر المنهار". 

وأضاف سعيد أن ترك مافيا العقارات تعبث بالتراث دون عقاب يزيد من أطماعها، لتسعى جاهدة نحو جنى المزيد من المال حتى ولو كان ذلك على حساب القيمة التاريخية، الأمر الذي يهدد الكثير من الأبنية الأثرية والتاريخية وجعلها مهددة بالاختفاء والزوال خلال أشهر قليلة مثلما حدث في الكثير من المباني التاريخية بمحافظة قنا والتي هدمت واستبدلت بأبراج سكنية على مرمى ومسمع من المسئولين.

من جانبه، قال حسين أحمد حسين، مدير عام آثار قنا والبحر الأحمر السابق لـ"فيتو" إن أوراق تسجيل القصر كانت على وشك الاعتماد من قبل هيئة الآثار وتسجيله كأثر إلا أن رياح الثورة عطلت قرار الاعتماد لافتا إلى أن القصر يعد من الطراز المعماري التاريخي ويحتوى على رسوم وزخارف وكان يجب أن تحتفظ به الدولة.

مؤكدا أن ما يحدث من أعمال تخريبية بقصد هدم قصر مكرم عبيد باشا أعمال متعمدة لكي يتم تحويله بعد ذلك لبرج سكنى لافتا إلى أن محاولة إغراق القصر بالمياه لم تكن المحاولة الأولى للتغيير في معالمه التاريخية وتشويهه وجعله غير صالح للتسجيل من قبل هيئة الآثار حيث كانت هناك محاولات سابقة بقيام مجهولين بأعمال الحفر بداخل المبنى من أجل زعزعته وجعله آيلا للسقوط. 

وأكدت مصادر خاصة رفضت ذكر اسمها قيام 6 من أصحاب النفوذ بشراء القصر بمبلغ 10 ملايين جنيه وهي أقل من نصف قيمة القصر لعجز ملاكه الأصليين - الذين قاموا بشرائه من أحفاد مكرم عبيد باشا - عن استرداده من مديرية التربية والتعليم التي كانت تؤجره وتستغله كمقر لمدرسة ابتدائية طيلة 40 عاما تقريبا ونجح هؤلاء الأشخاص من أعضاء المافيا في إخلاء المدرسة من القصر بعد موافقة قسم التخطيط والمتابعة والمباني بمديرية التربية والتعليم بحجة أن المبنى آيل للسقوط ثم حصلوا على خطاب من هيئة الآثار الإسلامية يفيد بأن القصر لا يخضع لقانون حماية الآثار وغير مسجل كأثر، إلا أن الهيئة أكدت في خطابها أن عدم تسجيل القصر لا يعني التصريح بهدمه إلا بعد الرجوع للجهات المختصة.

وبعد فشل المافيا في الحصول على ترخيص بهدم القصر لبناء برج سكنى نظرًا لمرور 100 عام على إنشاء القصر مما يجعله أحد القصور الأثرية التي يحظر هدمها وعقب ذلك بدأ مجهولون في القيام بأعمال حفر وتخريب في الأساسات وإشعال حريق داخل القصر وتمت السيطرة عليه ثم إغراقه بالمياه في محاولة لهدمه بطريقة تبدو طبيعية وبالفعل نجحت المافيا في انهيار أجزاء كبيرة من القصر تصعب ترميمها مرة أخرى.

وفى نفس السياق قال اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا إن المحافظة بكل أجهزتها تتصدى للمافيا التي تحاول هدم قصر مكرم عبيد باشا وإنه يعي جيدا المحاولات التي تجري لمحاولة هدمه، مضيفًا أنه كلف مجلس المدينة بمراقبة القصر على مدى الساعة ومخاطبة الجهات الأمنية قبل قرار النيابة بتكليف حراسه لتأمينه ومنع العبث به، مؤكدًا حرصه الشديد على أن يظل هذا القصر بعيدا عن العبث.

وأضاف الهجان أنه كلف مجلس مدينة قنا بتحرير محضرين بمحاولات هدم القصر، لافتًا إلى أنه يتابع الأمر بشكل شخصي وأنه حال هدم القصر سيطبق نص القانون رقم 144 لسنة 2006 والذي ينص على تغريم المتسبب في الانهيار 500 ألف جنيه ومنع البناء عليه لمدة 15 عاما.
الجريدة الرسمية