رئيس التحرير
عصام كامل

سلاح الأمية


لا جدال أن أي جهود تبذل على صعيد محو الأمية، هي رسالة حضارية سامية، لأنه لا يغيب عن ذهن ذى عقل وحصافة ما يترتب على الجهل من كوارث وأزمات اجتماعية وصحية واضعين في الاعتبار أهمية الدور التربوى للأب والأم، فكيف بالأمر إذا كانا أميين؟


وعلى مر التاريخ رأينا كيف استغلت الأنظمة سلاح (( الأمية )) في تزييف إرادة الناخبين لذلك لم تسع أبدا لمحوها.. أو الحد منها!

وقد استغلت جماعة الإخوان المحظورة ذلك.. وما زالت مستخدمة هؤلاء في التظاهرات وعملياتها القذرة في تخريب مصر وضرب استقرارها واقتصادها!

معدل الأمية في مصر مازال مخيفا وخطيرًا ونسبتها لا تقل عن ٣٥٪.. وتهدد أي تقدم أو نهضة أو إصلاح نريده.. وأيضًا أمننا القومى.

هنا لابد من التنبه إلى أن محو الأمية بالنسبة لنا كمسلمين وعرب رسالة « إيمانية » لا تقل أهمية عن الدعوة، ولو عدنا إلى السيرة النبوية لوجدنا أنها سطرت لنا موقفًا رائعا يتمثل في فداء الأسرى بعد غزوة بدر، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، وليس صعبا أن نفهم مغزى هذا التوجه النبوى الكريم.

نعم علينا أن ندرك أن محو الأمية من الاحتياجات الضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم والرقى.. هذا بالطبع واضعين في الاعتبار أن أول كلمة نزل بها القرآن الكريم هي « اقرأ »..

نريد نصا في دستورنا الجديد يلزم الدولة بمحو الأمية، فلو كانت هناك إرادة سياسية ما كان بيننا أمى واحد الآن، عيب كبير أن نسبة الأمية في مصر مازالت كبيرة.

فكيف نتحدث عن ديمقراطية حقيقية في ظل تعليم سيئ وأمية متفشية.. تعالوا نجعلها أحد أهم مشروعاتنا القومية الجديدة بعد الثورة.
الجريدة الرسمية