"التفتيش ".. الحاضر الغائب في وزارة الأوقاف.. مصادرها "الداخلية" ولا تتحرك إلا بعد سفك الدماء.. البسطويسي: تشديد الرقابة على "أئمة التحريض".. طايع: ضرورة معالجة أخطاء التفتيش وتعويض النقص بالإدارة
في إطار سعي وزارة الأوقاف إلى ضبط الخطاب الديني والدعوي داخل المساجد في جميع المحافظات وإلزام الجميع بالمنهج الوسطي الأزهري بعد أن سادت فوضى الإخوان والسلفيين داخل المساجد يقع على عاتق إدارة التفتيش بالوزارة مهام جسام خلال الفترة المقبلة باعتبارها المسئولة المباشرة عن مراقبة أداء الأئمة والدعاة بالمساجد.
لكن هذه الإدارة تعد من أكثر الإدارات التي تواجه عجزا شديدا في المفتشين سواء من حيث العدد أو المهنية، ويقدر عدد المفتشين بالوزارة بنحو 8 آلاف مفتش، بالرغم من أن عدد المساجد التابعة للوزارة تصل إلى 120 ألف مسجد، و13 ألف زاوية تابعة للأوقاف، مما يعكس حجم العجز في المفتشين بالوزارة.
وقد أجرت وزارة الأوقاف مؤخرا مسابقة للأئمة الراغبين في العمل كمفتشين، وبلغ عدد المتقدمين لشغل الوظيفة 3500 إمام وخطيب ممن يشغلون الدرجة الأولى والثانية.
واشترطت الوزارة أن يكون مر على تعيين المتقدم للوظيفة ثماني سنوات، ولم تشترط عدد المتقدمين المطلوبين فجميع الناجحين سيقومون بعملهم كمفتشين.
وجرت المسابقة على ثلاث مراحل بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالدراسة؛ نظرا لكثرة عدد المتقدمين على أن يؤدي في كل مرحلة 1150 إماما الاختبارات التحريرية، والتي تشمل اختبارا في القرآن الكريم كاملا والفقه والحديث وعلومه والسيرة النبوية، واشترطت المسابقة أن يحصل المتقدم على 80% في الاختبار التحريري؛ كي يتأهل إلى الاختبارات الشفوية.
وفي هذا الصدد يقول الشيخ محمد البسطويسي - نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة -: إنه يجب تشديد الرقابة من قبل إدارة التفتيش على "أئمة التحريض على العنف"، لما يمثلوه من خطورة على المجتمع، مؤكدا أن النقابة تبدي استعدادها للتعاون مع الوزارة في هذا الشأن.
مطالبا الوزارة بالعمل على زيادة أعداد المفتشين، وتشديد الرقابة لرصد كافة المخالفات التي تقع بالمديريات للعمل على حلها، والنهوض بالوزارة.
مؤكدا أن إدارة التفتيش واحدة من أهم الإدارات الموجودة بالوزارة ويقع على كاهلها مسئولية كبيرة وهي ضبط الدعوة ورصد المخالفات والتجاوزات.
أما الشيخ جابر طايع - وكيل وزارة الأوقاف - فيؤكد أن عدد المفتشين أقل بكثير عن عدد المساجد الموجودة في مصر، الأمر الذي يؤدي إلى وجود فراغ كبير لا بد من معالجته.
وتعتمد إدارة التفتيش في عملها على تقارير الأجهزة الأجهزة الأمنية عن تورط أئمة وقيادات بالوزارة في التحريض على العنف والتسبب في سفك للدماء وقطع للطرقات.