اقتلونا.. ولكن لن تحكمونا
يخطئ من يظن أن الإرهاب قادر على الانتصار داخل أي دولة في العالم وخاصة مصر .. ويخطئ من يعتقد أنه مع استمرار حالات الإرهاب والقتل والتهديد والوعيد المنتشرة في مصر طوال الفترة الماضية سيعود مرسي المعزول بقرار من غالبية الشعب للحكم من جديد .. وسيفشل هؤلاء الذين يدعمون عمليات القتل في إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين .. فللأسف الشديد هناك البعض لا يريد أن يصدق حتى الآن بأن الشعب قال كلمته في 30 يونيو.. فهل الأوهام وصلت بكم لدرجة أنكم تريدون العودة للحكم بالقتل .. إذن.. اقتلونا ولكن لن تحكمونا .
بالطبع تألمت كثيرا مثل غيري بسبب حادث كنيسة العذراء بالوراق.. فهو ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير .. وندعو الله أن يرحم جميع شهداء مصر الأبرياء سواء من قتلوا بهذا الرصاص الخسيس الغادر الوقح في كنيسة الوراق أو الذين قتلوا من قبل في كل الحوادث التي شهدتها مصر .. فهم مصريون في المقام الأول ومن يريد تقسيمهم إلى فئات فهو خائن .. لأن الموت واحد وإن تعددت أسبابة.
والغريب من خلال متابعتي لردود الأفعال بعد هذا الحادث الخسيس - مثلما حدث من قبل وسيحدث بعد ذلك - أن هناك البعض ما زال يبرر وهم المرضى الذين يعانون من سرطان دماغي غير قابل للعلاج .. وهناك البعض ممن تشير أصابع الاتهام إليهم يخرجون لينددوا ويبرؤوا أنفسهم، وهم بكل تأكيد من ينتمون إلى الجماعة المحظورة التي لا أريد حتى أن أذكر اسمها .. أما الغالبية العظمى من الشعب تتألم بحق وتندد بصدق وتدعوا على القتلة من كل قلبها.
وإذا افترضنا جدلا أن هؤلاء القلة التي وصفناها بـ(البعض) صادقة فيما تقول وبالفعل هي ليست مسئولة عما يحدث ولا تدعو للعنف وليست سعيدة بالقتل ولا تخطط له ولا تحرض عليه.. فمن إذن يقتل؟ ولماذا كل هذه العمليات الإرهابية المستمرة والتي لا حصر لها في كل ربوع مصر منذ رحيل المعزول مرسي؟ ألا توجد علاقة؟ هل من الممكن أن يكون لعاقل محايد أو حاقد يصدق هذا الكلام؟ هل يصدق مخلوق على وجه الأرض أن المسيحيين هم من يقتلون أنفسهم ويحرقون كنائسهم والشرطة تقتل أبناءها والجيش يذبح جنوده؟
ثم إذا كان ذلك فعلا يحدث كما يقولون وهم كاذبون بالطبع.. فما هو الهدف منه إذا كان مرسي رحل!! هل الهدف هو إظهار الجماعة المحظورة بأنها قاتلة؟ فهذا الأمر لم يعد يحتاج إلى إثبات أو برهان أصلا .. فالإثباتات كثيرة والبراهين تتكشف يوما بعد يوم.. ولكن من جديد أقول: "اقتلونا ولكن لن تحكمونا من جديد طالما هناك شعب قادر على تخطي كل الصعاب وتحميه قوات مسلحة وطنية مخلصة".
Gebaly266@yahoo.com