رئيس التحرير
عصام كامل

العمر لحظة



الفراغ هو الوقت الضار الذى يسلب حياة الإنسان دون أن يشعر، وهو الذى يضر بالإنسان ضررًا لا يضاهيه ضرر آخر، فكل ضرر لا تتصل بالحياه معروف ويمكن مقاومته إلا أن الضرر الذى يسرق منا حياتنا هو من قبيل قتل الإنسان لأنه يفنى العمر أمام أعيننا دون فائدة تذكر.


إذا سألت أجدادنا وآباءنا كيف مرت بكم الحياة يقولون "العمر لحظة".. هذه ليست كلمة بسيطة وإنما داعية إلى التأمل حيث نرى أن من مروا بالتجربة يثبتون لنا أن العمر يمر سريعا وللأسف يسرقه الحلم والتمنى وهذا وقت الفراغ جاء ليسرق منا العمر.

كم منا يعمل بجد وكم منا يذهب إلى عمله ولا يضيع منه لحظة إنما يستفيد بكل ما يعمل من خبرة واكتساب مهارات كبرى لا يمكن ان يكتسبها وهو جالس فى بيته لأن التفاعل والعمل يحققان للإنسان ما يريد.

وهناك من يقضى عمره أمام شاشات التليفزيون للتسلية ويقضى عمره ويبلغ المشيب وهو يتابع الأفلام واحدا تلو الآخر وهو يريد أن يصل إلى ما يريد بالتمنى.. هل يمكن أن يحقق هو ما يتمنى؟ من يحاسب على الزمن؟ من يحاسب على العمر الذى مر دون ثمن؟

إن الحياة تسرق منا يوما بعد يوم.. يوما يبعدنا عن تاريخ ميلادنا ويوما يقربنا إلى التراب فلنغتنم من يومنا هذا أن نعمل لما يحقق للبشرية شيئا ما  ونندم على الأيام التى ذهبت بلا رجعة وهى تمثل جزءا من حياتنا.. إنها ذهبت هباء منثورا.

علينا بعمل خطة اليوم لاستغلال القادم من الحياة لما يحقق لنا الآمال والأهداف.. علينا بعمل خطة لقتل وقت الفراغ قبل أن يقتلنا وللأسف لا يقتلنا بضياع العمر فقط بقدر ما هو يدمر علاقاتنا بالآخرين لأن وقت الفراغ كله طاقات سلبية من إحباط وخوف وحذر وقلق وضيق وحسد ومشاعر أخرى كثيرة يحدثنا عنها من يملكون أوقاتا للفراغ المدمر.. إن لمن يملكون فراغا طاقات يقومون بتفريغها تجاه الآخرين فى أعمال عدوانية تتعس لهم الحياه فيما بعد.

ثم نقضى الحياة فى عِند متبادل وطاقات سلبية تتسبب فى إزهاق العمر فى مشكلات متتالية تتوالى بتوالى أوقات فراغنا لأن الفراغ دوامة التفكير التى لا يمكن منعها فهى ملاصقة للإنسان أينما ذهب وبهذا يصبح وقت الفراغ أسوا ما يدمر لنا الحياة.

من اليوم لن نترك وقتا دون استغلال وإن توفر لنا سنستغله فى التعلم وتعليم الآخرين " والذين أوتوا العلم درجات" ليكن الهدف من الحياة هو العطاء غير المرتبط بشروط وإنما المرتبط برضا الله عز وجل عنا فى النهاية وهو أسمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان حين يحسن استغلال حياته ويحسن آخرته.
الجريدة الرسمية