هل سيترشح السيسى للانتخابات الرئاسية؟
انتشرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الدعوات التي تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تمثلت في شكل حملات لجمع توقيعات لترشحه، وصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وأخيرا مظاهرات محدودة في عدد من الميادين لمطالبته بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي ضوء هذه الدعوات، أصبح سؤال "هل سيستجيب السيسي لهذه الدعوات، ويترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟"، هو الأكثر تداولا وترددا في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة.
والحقيقة أنه علي الرغم من كل هذه الدعوات التي تطالب السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أنني لا أعتقد أنه سيستجيب لها ويخوض هذه التجربة وذلك لعد أسباب هامة، يتمثل أولها في عدم رغبة المؤسسة العسكرية في تكرار تجربة المجلس العسكري السابق -بقيادة طنطاوي- في الحكم، أثناء المرحلة الانتقالية الأولي، والتي أثبتت فشلا ذريعا في أسلوب الإدارة نجم عنه أخطاء كارثية، تسببت في خسارة كبيرة في رصيد القوات المسلحة لدي قطاع ليس بقليل من الشعب.
أما ثاني هذه الأسباب فتتعلق برغبة السيسي في الحفاظ علي المكانة الشعبية الكبيرة التي اكتسبها، ودور المُنقذ الذي ظهر به بعد 30 يونيو، والذي يدرك أنه وبالتأكيد سوف يتلاشي في حالة ترشحه وفوزه في الانتخابات الرئاسية، فالحراك الثوري الذي يشهده الشارع المصري منذ أكثر من عامين، وما يصاحبه من تطلعات وآمال كثيرة للشعب، قد يطيح به كما أطاح بمن قبله.
أما ثالث هذه الأسباب وأهمها، فتتعلق بعدم رغبة المؤسسة العسكرية في إثبات أو تدعيم ما تروج له جماعة الإخوان، وخاصة للخارج، بأن ما حدث يوم 3 يوليو هو انقلاب عسكري هدفه سيطرة القوات المسلحة علي السلطة في مصر، فترشح السيسي وفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيثير الشكوك لدي الكثيرين حول طبيعة وأهداف تدخل القوات المسلحة لعزل الرئيس السابق.
وأخيرا، فقد سبق أن أعلنت القوات المسلحة، ولأكثر من مرة، علي لسان المتحدث الرسمي لها، أن السيسي لن يترشح للانتخابات، وبالتالي فإن أي محاولة منها لمخالفة هذا الوعد سوف تؤثر كثيرا علي مصداقية المؤسسة العسكرية بصورة عامة، ومصداقية السيسي لدي الشعب بصورة خاصة.
nour_rashwan@hotmail.co