رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس "بعبع" الإخوان..تحولوا من تشجيع الكرة إلى "ثوار"..تعتبرهم المعارضة "راس الحربة" فى مواجهة الميليشيات..رسائلهم للقصاص أرعبت الجماعة..والبعض يعتبرهم أكثر الصفوف تنظيمًا

وقفة سابقة للالتراس
وقفة سابقة للالتراس

تسببت الخطوات التصعيدية التى قامت بها مجموعات الألتراس للمطالبة بالقصاص لشهداء محزرة بورسعيد، سواء بمحاصرة البورصة أو تعطيل خطوط المترو، أو قطع طرق رئيسية فى المحافظات، فى حالة من الرعب لجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها النظام الحاكم الآن، حتى إن تلك الخطوات كانت بمثابة دفعة الأوكسجين للمعارضة والتى أعادت لها الروح من خلال ما بدا عليه الألتراس من تنظيم وتواجد وصفه عدد من المتابعين والخبراء بأنه يمثل ميلاد قوة تنظيمية قد تأتى فى المرحلة الثانية بعد تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فيما اعتبرته المعارضة بمثابة السلاح الأقوى فى مواجهة ميليشيات الجماعة.

ويعد شباب "الألتراس" ثانى قوة منظمة بعد جماعة الإخوان، هذه القوة التى لا يعرف أحد عددها وسر قوتها وتنظيمها، أو حتى تحركاتها القادمة، إلا أنها أثبتت وجودها فى الشارع خلال العام الماضى بشكل يراهن عليه الجميع، مؤكدين أنهم فرسان الثورة الثانية، أو كتائب القصاص للشهداء .

وتأتى مواجهات الأمس لتحول شباب الألتراس من مشجعين للأندية الرياضية إلى لاعبين أساسيين فى الثورة المصرية، بل إن مجرد وجودهم فى الأحداث يغير موازين القوى لصالح أهداف الثورة ومطالبها، حتى وإن سقط ضحايا.

وتسبق الذكرى الأولى لأحداث بورسعيد بساعات، جلسة النطق بالحكم على 74 متهمًا من جمهور ومشجعى نادى المصرى البورسعيدى، ليكشر الألتراس عن أنيابه طالبا القصاص العادل لزملائهم، بدأ هذا الغضب منذ أيام بحملة توزيع آلاف المنشورات تدعو المواطنين لحضور جلسة النطق بالحكم.

ومع اقتراب موعد جلسة النطق بالحكم، وطلب النائب العام المستشار طلعت عبد الله التأجيل؛ لظهور أدلة جديدة تستدعى فتح التحقيق من جديد، زاد الألتراس من غضبهم وبدأ التحرك بعنف فى الشارع المصرى من خلال الكتابة على جدران محطات المترو والمنشآت العامة "القصاص أو الفوضى" "شمروخ سعادة أو سلاح للإبادة"، وأخير كتابة 26/ 1 بأشكال مختلفة لتذكير الناس بهذا اليوم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقام شباب الألتراس بإرسال رسائل تهديد واضحة للحكومة أمس، عندما تمكن فى ساعات قليلة من توجيه ضربات سريعة ومتنوعة فى المرافق الحيوية، ليصيبوا شوارع القاهرة وطرقها بحالة من الارتباك الكبير والشلل، من خلال قطع خط مترو الأنفاق بمحطة سعد زغلول، وكوبرى أكتوبر من الاتجاهين، وانتهى اليوم فى ميدان التحرير .

يقابل شباب ألتراس أهلاوى مجموعات من "ألتراس" المصرى، الذين أعلنوا عن غضبهم فور تردد أنباء عن ترحيل المتهمين فى قضية "مذبحة بورسعيد"، لحضور جلسة النطق بالحكم من خلال وقفات واحتجاجات أمام سجن بورسعيد، مطالبين بالقصاص العادل لأبنائهم وزملائهم، وليس مجرد إرضاء ألتراس أهلاوى .

وأكدت مجموعات الألتراس المعتصمين أمام سجن بورسعيد على صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، أنهم لن يقبلوا بالتلاعب بهم وبشعب محافظة كاملة، مهددين باقتحام المبنى الإدارى لهيئة قناة السويس، ومنع تفريغ شحنات المواد الغذائية وغيرها.

وبسبب تحركات الألتراس وتأثيرهم تحول نظر الشارع وترقبه ليوم 26 يناير أكثر من ذكرى الثورة فى 25 يناير، وبدأت محاولات حكومية لفصل فعاليات إحياء ذكرى الثورة فى 25 يناير عن النطق بالحكم فى جلسة 26  يناير، وسط احتمالات بإعلان هذا اليوم إجازة رسمية، أو تأجيل النطق بالحكم لأى سبب، وهو ما يرفضه الألتراس ويقاومه بشدة.

ومن جانبها استعدت وزارة الداخلية للرد على تحركات الألتراس العنيفة من خلال تأمين مبنى الوزارة والمناطق المحيطة به، مشددة على جميع القطاعات بعدم التعرض لمتظاهرى الألتراس طالما كانت تظاهراتهم سلمية.

جدير بالذكر أن "الألتراس هى كلمة لاتينية الأصل، تعنى علميًّا "الأمر المطلق"، أو "الشىء الفائق أو الزائد"، إلا أن مشجعى الكرة يعرفونها بأنها عبارة تدل على المجموعات (أشبه بالتنظيمات السرية)، التى تعرف بانتمائها وولائها الشديد لفرقها.

الجريدة الرسمية