رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا كان رد عبدالناصر


تهديد أمريكا بقطع المعونة عنا ليس أمرًا جديدًا، فكثيرًا ما حاولت ممارسة ضغط وابتزاز من خلالها.. فعلت ذلك مع الزعيم جمال عبدالناصر فما كان منه إلا أن قال في خطاب مشهور: «لا نريد معونة يعايروننا بها، ويتخذونها ذريعة للتدخل في شئوننا.. والأفضل لنا أن نستغنى عنها ونستعيض عنها من قوتنا لتتحرر إرادتنا ويستقل قرارنا الوطنى!


من المفارقات المؤسفة أن «جون ماكين» الذي زار مصر منذ شهور قليلة وهدد بسحب دعم مجلس الشيوخ للمعونة إذا لم يعد «الجيش» الديمقراطية بسرعة، كان هو نفسه وسيط عملية الإفراج عن المتهمين الأمريكان في قضية التمويل الأجبنى بالاتفاق مع الإخوان، وآن الآوان لفتح أسرار هذا الملف الغامض لفضح أمريكا وأتباعها..

المهم لقد نسى ماكين أن خروج الملايين في ٣٠ يونيو وما بعدها لم يكن رفضًا لنظام الإخوان الفاشى الفاشل فحسب، بل كان رفضًا لأى تهديد أو تدخل في شئوننا من جانب الغرب وخاصة أمريكا بمساعدتها..!

وإذا كان نظام الإخوان الذي يصر الغرب على استبقائه وحصوله على أي مكاسب ولو على حساب شعب مصر قد رضى بالتبعية والمذلة والتفريط في حق السيادة وعقد صفقات وتفاهمات تدعم أمريكا بمقتضاها هذا النظام مقابل حماية الأخيرة مصالحها وتأمين الكيان الصهيونى وكف يد المقاومة عنه.. فإن استقلال القرار الوطنى لمصر صار مطلبًا شعبيًا سوف تتكسر على صخرته الإملاءات والضغوط والمؤامرات الخارجية والداخلية، ويقينى أن أغلبية هذا الشعب وسواده الأعظم راغبون في استعادة حيوية مصر وريادتها المفقودة التي أهدرها الإخوان مع سبق الإصرار والترصد.

إذن - كيف نحسن الظن في أمريكا التي دمرت العراق وجيشه وقسمت سوريا وأنكهت قواتها المسلحة في حرب لا تنتهى لصالح أحد الطرفين، وهو المخطط التي كانت تريد تنفيذه في مصر أيضا ولكنه فشل والحمد لله.. فكيف نأمن لها أو نطمئن لمساعيها وهى توزع الأدوار بين الإدارة الأمريكية والكونجرس والبنتاجون، ويمارس إعلامها المضلل انحيازا غير مقبول ولا معقول للإخوان الذين يجيدون مخاطبة الخارج وتسويق مواقفهم له بالباطل وكسب تعاطفه بالظهور في صورة الضحية.. بينما تقف جهود مؤسساتنا وحكومتنا قاصرة عن بلوغ غايتها في دحض الأكاذيب والشائعات التي لا تنتهى وكشف الضلالات..!!
الجريدة الرسمية