رئيس التحرير
عصام كامل

مصيبتنا في إعلامنا.. وأشياء أخرى!


كرة القدم أو - أي لعبة - فيها الفائز والمهزوم فيها الفرح وفيها النكد والحزن. قد جربنا هذا وذاك.. ولكن مشكلة هذه المرة هي الهزيمة القاسية لمنتخب مصر أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف يتيم في تصفيات كأس العالم ٢٠١٤، لا شك أن النتيجة ثقيلة ومهينة لمصر وتاريخها الكروى وربما لم تتوقعها غانا نفسها!!


هناك أكثر من سبب لفضيحة كوماسى.. فمنتخب غانا أكثر شبابا وتدريبًا واحتكاكًا وإصرارًا على الوصول لكأس العالم بنيما متوسط أعمار لاعبينا تصل إلى ٣٠ عامًا.. والتجانس بينهم مفقود!

أيضًا الأهم هناك صف ثان من اللاعبين الجاهزين في غانا يمكن أن يقود المسيرة إذا ما تطلبت الحاجة إليه وبهذه الطريقة فقط تتقدم المنتخبات وجميع مؤسسات المجتمع.. وهو ما نفتقده في مصر فالصف الثاني غير موجود دائمًا ليس في كرة القدم فقط بل في كل المجالات!!

أما السبب الأهم هو إعلامنا الرياضى فهو إن كان يطالب الآن برحيل من شارك في نكسة كوماسى سواء لاعبين أو جهازًا فنيا أو اتحاد الكرة.. فهو نفسه الذي هلل ومجد نفس هؤلاء جميعًا ووصفهم بالأبطال العظماء الكبار قبل المباراة.. بل أعطى للشعب المصرى انطباعًا بأن الفوز حليفنا.. هكذا إعلامنا الذي «يدلع» ويرفع هذا أو ذاك فوق السماء.. وهو أيضًا الذي يخسف به الأرض إذا سقط.. فلا يعترف بحلول وسط أو بمعنى أصح يفتقد إلى الحياد والمصداقية والنقد البناء سواء بجهل أو دون جهل!

صحيح أن الهزيمة كانت ضربة موجعة للشعب المصرى الذي أحزنته كثيرًا فهو يحب كرة القدم وربما تكون اللعبة الوحيدة التي تدخل البهجة والسرور على قلبه.

إذا كان من الضرورى أن نحاسب المتسببين عن هزيمة كوماسى.. فإن الأهم هو فتح ملف الرياضة من الألف إلى الياء وإصلاح منظومتها الخربة بطرق علمية وعصرية ولا مانع أن نستفيد من دول أخرى تفوقت في هذا المجال.. وحذار من أن يفتر حماسنا الذي نراه مع كل مشكلة أو مصيبة تلم بنا من دون أن نعالج أسبابها ونستفيد من دروسها وعبرها حتى لا تتكرر!

أقول أخيرًا لجماعة الإخوان الإرهابية التي فرحت بالهزيمة.. ما الفرق بينك وبين إسرائيل؟!
تعالوا نجعل من هزيمة كوماسى نقطة انطلاق نحو ازدهار الرياضة ومجالات أخرى كثيرة في الصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة.
الجريدة الرسمية