رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو.. «عزبة الجمال» بالصف تواجه المجهول...القرية تتحول إلى بركة مياه.. 50 منزلا مهددة بالانهيار.. والقوات المسلحة تتدخل لمنع الكارثة

فيتو

على بعد 55 كيلو من محافظة الجيزة، تقع عزبة الجمال التابعة لمدينة الصف، ويبلغ تعداد سكانها ألف نسمة، وتعتمد في المقام الأول على الزراعة، إضافة إلى بعض مصانع الطوب، والتي يعمل بها معظم شباب القرية.

تفتقر "عزبة الجمال" لأبسط مقومات الحياة الكريمة، فلا توجد بها مدارس، أو مستشفى، أو مركز للشرطة، بعد حرقه خلال ثورة الـ30 من يونيو، ويضطر الأهالى إلى الذهاب إلى مدينة الصف، لقضاء مصالحهم، والتي تبعد عن القرية نحو 6 كيلو أمتار.

تعيش العزبة مأساة حقيقية، منذ ليلة أول أمس الثلاثاء بسبب انهيار جسر "الأقواز" الواقع على ترعة مدينة الصف والذي يقع أسفله عدة حواجز لمياه المجارى، مما أسفر عن ارتفاع منسوب المياه، والتي تسربت إلى الأراضى المجاورة، وأدت إلى غرق 50 منزلا، ويوجد نحو 200 فدان يمثلون 85 من مساحة الرقعة الزراعية للقرية مهددين بالبوار.

القرية بالكامل تحولت إلى بركة من المياه، لدرجة أن الزى الرسمى لأهالي القرية أصبح السروال.

في البداية واجهتنا مشكلة كبيرة في التجول داخل القرية، بسبب امتلاء الشوارع بالمياه، من ناحية، وانقطاع الكهرباء عن القرية بالكامل من ناحية أخرى.

المنازل مبنية بالطوب الطفلى، ولم تترك المياه منزلا في القرية، إلا واقتحمته، وأتت على كل محتوياته، اللهم إلا بعض الأثاث والذي تمكن الأهالي من حمله قبل أن تصل إليه المياه.

وقال أهالي القرية، إن الواقعة بدأت مع بدء غروب شمس أول أيام عيد الأضحى المبارك، عندما اتصل أحد الأشخاص، وأبلغهم بانهيار جزء من ترعة الصف، والتي تحتوى على المواسير التي تنقل مياه الصرف الصحى من منطقة المعادى، وتصب في الترعة المارة بعزبة الجمال، وعلى الفور هرع الأهالي إلى المنازل الواقعة بجانب الترعة، وقاموا بإنقاذ الأطفال، وتمكنوا من نقل بعض الأجهزة خارج المنازل، قبل أن تصل إليها المياه، وقاموا بإخلاء كل المنازل التي غمرتها المياه.
واتهم سعد عبدالله ،أحد المتضررين مسئولى مركز الصف، بالإهمال الشديد، وأنهم السبب في انهيار السد، لعدم استجابتهم لنداء الأهالي بضرورة تطهير المخرات المتواجدة بالترع، والتي تحتوى على الكثير من الحشائش والمخلفات التي تمنع مرور المياه، مشيرا إلى أن الجسر انهار أكثر من مرة قبل ذلك.

وأضاف أن المياه التي أغرقت المنازل تحتوى على الكثير من الثعابين، ما أثار رعب الأهالي خاصة السيدات والأطفال، إضافة إلى أن الأطفال ينامون فوق أسطح المنازل خوفا من غرقهم في المياه.

وذهب حسن عبد الرازق ، أحد أهالى القرية إلى أن الحادث مدبر وقال: "الحادث دبره عائلتا أبوعريضة، والعيايدة بسبب خصومات بينهما، والعائلتان توعدتا من قبل بإحداث فوضى، وإشعال الفتنة داخل القرية".

وأشار إلى أن العائلتين يمتلكان الكثير من الأسلحة، ويحولان القرية في بعض الأوقات إلى ساحة للقتال عند وقوع أي مشاجرة بينهما.

المأساة التى تعيشها "عزبة الجمال" جعلت القوات المسلحة تتدخل لمنع وقوع الكارثة ، وقد لاقى الأهالى قرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بتكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإجراء جميع أعمال الإغاثة والإنقاذ لأهالي قرية «الأقواز»، بمنطقة عزبة الجمال التابعة لمركز الصف، حيث قامت عناصر الهيئة الهندسية على الفور بعمل سد لمنع تدفق مياه الصرف الصحي إلى المنطقة المنكوبة.
الجريدة الرسمية