محمد بيساوى بين القاتل والقتيل
أما محمد على خير فهو صديقى الصحفى الكبير، الذى يقدم برنامج لامع "مصر فى ساعة" فى إذاعة راديو مصر. وصديقى العزيز ليس الوحيد الذى يساوى بين الضحية والجلاد، فهناك بعض زملائنا من الصحفيين والإعلاميين يفعلون ذلك، منهم الأستاذ الكبير عماد الدين أديب وصديقى العزيز عمرو الليثى ومنهم أيضا الأكاديمى الذى التحق بالإعلام الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح..
أصدقائى وزملائى يفعلون ذلك تحت يافطة براقة هى "الحياد والموضوعية"، فهل هم فعلا كذلك؟
الحقيقة أنهم يذكرونى بالمجلس العسكرى الذى كان يقف على الحياد عندما كان يتم قتل المصريين. ويذكروننى بحياد الحرس الجمورى ووزارة الداخلية عندما كانت ميليشيات الإخوان تذبح المتظاهرين أمام قصر الاتحادية. فهل هذا حياد؟
بالطبع لا، فهو فى الحقيقة دعم للقاتل ضد القتيل. وهذا ما يفعله زملائى، فهل صحيح ما قاله صديقى محمد أن المسئول عن الكوارث فى مصر، هو الإخوان والمعارضة معا؟
بالطبع لا، ليس لأننى ضد الإخوان سياسيا، ولكن لأن الفارق ضخم وبديهى، وهو أن الإخوان هم الذين يحكمون البلد، فما معنى هذا؟
معناه أن فى يدهم السلطة التنفيذية، ومنها الجيش والشرطة. وتحت يدهم الآن القضاء، والنائب العام ووزارة العدل. ومعهم مجلس الشورى الذى أعطوه مسئولية التشريع. أى فى يدهم كل الدولة.
الطرف الآخر هو المعارضة ليس فى يده أى شىء، سوى الضغط عبر الاحتجاجات السلمية.
هذا أولا، وثانيا كما يعرف صديقى محمد أن الطرف المعتدى هو التنظيم السرى للإخوان، فهو الذى اعتدى على القضاء، والمحكمة الدستورية وكتب دستورا على مقاسه وهو الذى اعتدى ويعتدى على حرية الصحافة والإعلام .. إلى آخر الجرائم المعروفة.
لذلك وكلامى لمحمد وكل أصدقائى وزملائى عندما نساوى فى المسئولية بين القاتل والقتيل، فأنت لست محايدا ولكنك فى الحقيقة تجعل من الاثنين شركاء فى جريمة القتل.