رئيس التحرير
عصام كامل

توابع «زلزال» أبو المجد!


بعيدًا عن التحفظات المشروعة التي أوردها البعض على مبادرة الدكتور أحمد كمال أبو المجد بوساطة بين الدولة وجماعة الإخوان والتي تستهدف - حسب قوله - إلى حلحلة الأزمة الراهنة والتي تتطلب أن تقرأ الجماعة الواقع جيدًا وتقدم التنازلات الكافية. السؤال الذي يفرض نفسه: هل ترغب الجماعة في المصالحة.. حقا؟!
أبو المجد يقول، إنه طرح أفكارا مكتوبة على القيادي الإخواني محمد علي بشر الذي رحب بها ووافق عليها.. ووعد باستشارة بعض قيادات الجماعة والرد عليها خلال أيام، وإن كانت بعض التصرفات الصادرة عن قيادات الجماعة تدعو إلى التشكك في مدى رغبتهم في إجراء مصالحة حقيقية.. منها:
- ظهور عصام العريان عبر شريط مسجل داعيًا أعضاء الجماعة وأنصارها إلى الاستمرار في التظاهر.. «حتى نتخلص من الخراب الاقتصادى والتسول من غيرنا بعد مائة يوم من الانقلاب. صدر هذا الشريط بينما يجرى الاتفاق بين بشر وأبو المجد على التهدئة.

- صدور بيان من تحالف دعم الشرعية يدعو إلى حشد أتباعهم للتظاهر في جمعة أسموها «كشف حساب مائة يوم من الانقلاب» ومن المعروف أن الجماعة تمثل قيادة التحالف.

- الهجوم الشرس الذي وجهته قناة «الجزيرة مباشر» ضد المبادرة.. والإيحاء إلى ضيوفها المقيمين في قطر بالتقليل من أهميتها وتشويه مقاصدها.. وقد وصف أبو المجد على لسان هؤلاء بأنه المحامى الذي يتولى قضايا رجال مبارك.. وأنه رجل كل العصور من عبدالناصر والسادات ومبارك حتى الانقلاب الذي فوضه لتقديم المبادرة من أجل إنقاذه من الثورة الشعبية التي تقررها الجماعة«!!».

- اختارت صحيفة الشعب المعبرة عن التحالف المزعوم عنوانا لعدد الجمعة «معركتنا لإسقاط النظام.. حياة أو موت».. وقالت الصحفية، إنه يجب أن نخوض المعركة بهذه الروح.. وإذا انتصرنا فيها سنؤسس مصر عظيمة لمدة قرن أو قرنين على أقل تقدير!!

- صدور رسالة من القيادى بالجماعة محمد البلتاجى يبشر جماعته بالنصر القريب والانتقال من حال إلى حال جديدة تحمل الخير والبشر للمؤمنين.

- الترحيب الكبير من جانب أعضاء الجماعة بالقرار الأمريكى الذي قضي بالوقف المؤقت للمساعدات العسكرية لمصر.. وتفسيره على أنه جاء استجابة للتيار الإسلامى الذي لم يتوقف عن التظاهر، ما أكد أن الإدارة المصرية تواجه بمعارضة كبيرة.. ودفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقفها المتشدد.

وتثبت تلك المؤشرات أن الجماعة لا تسعى إلى التهدئة وإنما إشعال الموقف الداخلى لإظهار مصر أمام العالم وكأنها تفتقد الاستقرار.. وتدعم بعض التوجهات داخل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي التي تعتقد أن ما جرى في يونيو انقلابا لا ثورة شعبية.

قد بدأ واضحًا أن الجماعة بعد أن فقدت تأثيرها في الداخل.. لا تتوقف عن محاولة الاستقواء بالخارج.. في محاولة ساذجة للضغط على السلطات المصرية لإعادة المعزول إلى القصر الجمهورى.

على الجانب الآخر.. تسعى الجماعة لتقديم بعض الوجوه التي يشاع أنها معتدلة.. لتحمل أغصان الزيتون.. وتحاول إقناع بعض أصحاب النوايا الحسنة بجدية سعيها نحو المصالحة مع أجهزة الدولة.

لقد شاهدت أبو المجد في أكثر من برنامج تليفزيونى.. وهو يؤكد أن القياديين بشر ودراج وافقا على أن قضية إعادة مرسي لا محل لها.. وأكدا أن دور القوات المسلحة بالغ الأهمية.. وأن الاستقواء بالخارج مرفوض.. والعنف يجب أن يتوقف إظهارًا لحسن النوايا.

صدرت تصريحات أخرى لبشر تتنافى مع تلك التصريحات، قال، إن ما جرى ليس مبادرة ولكنه «حوار عادى» كان يدور بين أبو المجد وأطراف التحالف.. وليس مع الجماعة وحزبها.

قال - إن التحالف أكد لأبو المجد تمسكه بدعم الشرعية وبدستور ٢٠١٢، وبضرورة إبعاد الجيش عن السياسة. وألا تنازل عن التظاهر في التحرير.
هكذا أعاد بشر الأوضاع إلى نقطة الصفر.. التمسك بالشرعية تعنى عودة مرسي ومجلسى الشعب والشورى.. والدستور الإخوانى.

لا أعتقد أن «زلزال» تلك المبادرة لن يكون بلا توابع، خاصة أنه استفز جموع المصريين الرافضين لأى تفاوض مع الجماعة التي احترفت العنف.. وارتكبت جرائم قتل المصريين.. وحرق الكنائس.. والبيوت والمؤسسات الحكومية.. واعتدت على رجال الشرطة والجيش.. ودعمت الإرهاب في سيناء. عملت على إفشال فرحة المصريين في ذكرى انتصارهم على العدو الإسرائيلى في أكتوبر ٧٣.
الجريدة الرسمية