رئيس التحرير
عصام كامل

اختطاف "زيدان" وضع ليبيا تحت رحمة الجماعات المتطرفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يقود احتجاز رئيس الوزراء الليبي على زيدان من قبل مجموعة مسلحة في طرابلس وإطلاق سراحه دون أن يصاب بأذى، إلى التساؤل عن أسباب الفوضى التي تسود البلاد، بعد نحو عامين من الإطاحة بمعمر القذافي.

رغم مرور عامين على الحرب التي دعمها الغرب وأطاحت بمعمر القذافي، مازالت الأوضاع في ليبيا هشة وحكومتها ضعيفة وجيشها غير قادر على السيطرة على مناطق شاسعة من أراضي البلاد حيث تتقاتل ميليشيات من أجل فرض سيطرتها على المناطق التي تنشط فيها والحفاظ على نفوذها العسكري والمالي والسياسي، بل ذهبت تلك الميليشيات، سواء المحسوبة على بعض القبائل أو المحسوبة على بعض الجماعات الإسلامية المتشددة، إلى استعمال القوة لفرض أجنداتها وتحقيق مكاسب لها على الأرض.

آخر فصول تحركات هذه الميليشيات استهدف رئيس الوزراء على زيدان، إذ اختطفته مجموعة مسلحة صباح الخميس قبل أن يتم "تحريره" كما أكد ذلك الناطق الرسمي للحكومة المؤقتة محمد يحيى كعبر.

حادث اختطاف على زيدان، بغض النظر عن المجموعة التي تقف وراءه، يعزز مخاوف المراقبين بأن تصبح ليبيا ملاذ آمنا للجماعات الإجرامية المسلحة وللمتشددين الإسلاميين الذين لهم طموحات تتخطى حدود البلاد. ويعزو عدد كبير من الليبيين نزاعاتهم الحالية إلى المشاكل التي تعاني منها ليبيا جراء الانتشار الكبير للسلاح بأيدي الميليشيات والمجموعات المسلحة بعد ثورة عام 2011.

ويجمع المراقبون بأن بناء دولة المؤسسات في ليبيا مهمة صعبة للغاية وذلك في ظل التجاذبات السياسية الداخلية، والتي تدعمها ظاهرة انتشار السلاح، فالسلطة المركزية في ليبيا مازالت مهددة رغم مرور عامين على سقوط القذافي.
 
وعلى مدى الشهرين الماضيين، وفي أبرز أشكال هذه الاضطرابات، سيطر محتجون مسلحون على موانئ مهمة للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي لمنطقتهم الشرقية، وهو ما أدى إلى خفض إنتاج ليبيا، العضو في منظمة أوبك، من النفط إلى نصف الكمية المعتادة وهي 1.4 مليون برميل يوميا.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل
الجريدة الرسمية