رئيس التحرير
عصام كامل

منسق الحراك الجنوبي اليمني بالقاهرة لـ«فيتو»: «منصور» لن يكمل مدته الرئاسية وأتوقع اغتياله

فيتو

  • نطالب بانفصال جنوب اليمن عن الشماليين بسبب التهميش... والحوار الوطني "مسّكن للألم" لأننا نعيش احتلالًا من قبل الشمال
  • إخوان اليمن أفشلوا الثورة بالعنف وأخونة كافة المحافظات

أكد "عبدالله العتيقي" منسق الحراك الجنوبي اليمني بالقاهرة، أن أهل الجنوب يطالبون بالانفصال عن اليمن لتحقيق حريتهم مما وصفه بالاحتلال الذي امتد من 1994 وحتى الآن.
وشدد العتيقي في حواره مع "فيتو" على أن أهل الجنوب يعانون التغييب والإقصاء داخل اليمن، مشيرا إلى أن وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الحكم قد يخلق تغييرًا إلا أنه توقع أن الرئيس –الجنوبي- لن يكمل مدته الرئاسية، مرجحًا اغتياله في أي لحظة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن الحوار الوطني الدائر حاليا باليمن لا جدوى منه وأنه لا يتجاوز كونه مسكنا للألم سينتهي مفعوله قريبا.
وأشار العتيقي إلى أن أهل الجنوب يتفقون على قاعدة واحدة قمتها هو الانفصال عن اليمن، ومن بين حلولها فيدرالية، داخل اليمن، أو الوصول لحق تقرير المصير.. وكان لـ"فيتو" معه هذا الحوار:-


- ما الدور الذي يقدمه "الحراك الجنوبي" داخل اليمن..؟
نحن حراك شعبي في الشارع اليمني الجنوبي، يقوده بعض الأشخاص في بعض المحافظات، ويمثل القوى الشعبية في المحافظات الست لجنوب اليمن، لكل فصيل ممثل داخل الحراك.
ونقوم بالكثير من الأعمال والنشاطات السياسية في اليمن الجنوبي، من بينها تنظيم وقيادة التظاهرات، والعصيان المدني، الحركات الطلابية، والعديد من الأعمال في الشارع.
- هل الهدف الرئيسي للحراك هو إحداث حالة الفصل بين اليمن جنوبه وشماله..؟
الحراك الجنوبي موجود بالأساس لاستعادة اليمن الجنوبي، واستعادة الدولة، فأبناء الحراك الجنوبي يعتبرون أنفسهم شركاء في الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، وفي سنة 90 بدأت الوحدة، إلا أنه وفي خلال أربع سنوات، شعروا بأن الشماليين أقصوهم، سواء العسكريين، أو الكوادر الأكاديمية، وغيرها من المجالات حتى على مستوى الرياضة، وأصبح الجنوبي غريبا في وطنه لدرجة بدأ نوع من التذمر، الذي بدأ بجمعية المتقاعدين العسكريين، تطالب باستعادة الدولة.
وكثيرًا ما تعرض أهل الجنوب للحبس والتنكيل، ثم توسع الحراك مع العسكريين حتى صارت هناك مطالب كاملة من جانب الجنوبيين، إلا أنها قوبلت لدى الشماليين برفض كبير لدى الشماليين، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل عملوا على القضاء على كافة حقوق الجنوبيين التي تضمنتها اتفاقية الوحدة.
وبدأت حرب 1994، لتحتل صنعاء، عاصمة الجنوب عدن، وأصبح الحكم علنا للشماليين حتى صاروا يجاهرون أن الوحدة قديما كانت شراكة بين البلدين، لكن الآن تغير الأمر ولم تعد هناك هذه الشراكة.

- قلت لي قبل بدء اللقاء أنكم ترون أن الجاري هو احتلال ألا ترى في الأمر مبالغة؟
قد تكون الكلمة "احتلال" كبيرة، لكن لو عدنا لوثائق الأمم المتحدة، والجامعة العربية، حتى أن أمين عام الجامعة العربية وقتها وفي 1994 قال إن صنعاء إذا دخلت إلى عدن فإن هذا يعد بمثابة "احتلال"، وهناك تصريحات مماثلة من الحكومة المصرية والمملكة العربية السعودية، والجميع أقر أن قوات "صالح" إذا دخلت إلى عدن فإن هذا يمثل "احتلالا".
- ما دمتم تعتبرون الأمر احتلالًا ما الهدف من الحوار الوطني الدائر حاليًا..؟
الجنوبيون كلهم متفقون على استعادة الدولة، لكنهم يختلفون في الطريقة لاستعادتها، فهناك فصيل يؤمن أن استعادة الدولة لن تكون إلا من خلال المقاومة المسلحة، وهؤلاء عددهم قليل، وهناك من يؤمن بإقرار الفيدرالية لمدة سنتين أو ثلاث ومن ثم يستفتي الشعب الجنوبي هل تستمر الوحدة أم لا.
وهناك مجموعة ثالثة ترى أننا يمكننا الاستمرار في الوحدة في إقليمين، إلا أن الأغلبية تريد استعادة الدولة.
وبالنظر لممثل الجنوب في الحوار الوطني الدائر الآن نجده "محمد على أحمد"، الذي قاد المعركة في 94 وآخر من سقط، وآخر من خرج من عدن، وهو الوحيد الذي لو سئل هل هذا احتلال أو لا سيقول هذا احتلال، لكن بعض الأشخاص يحبون التحرك خطوة بخطوة، فتحت مظلة مجلس التعاون، ثم الأمم المتحدة، ثم طلب أن يكون الحوار في دولة محايدة، وينتقلون من مربع لآخر إلى أن يصل الأمر إلى المطلوب.
- البعض يرى أن "على سالم البيض" هو من يقود فكرة الانفصال الكامل عن اليمن، وهناك من يتهمه بالخيانة لفكرة الدولة اليمنية الموحدة فما رأيك في ذلك..؟
على سالم البيض" لا يقود الحراك، وليس هناك أي شخصية جنوبية تقود الحراك، لكن هناك مستوى للمطالبات رفعها على سالم البيض إلى قمة الهرم هذا، ليطالب بالاستقلال، وكما هو المعتاد فإن أي شخص يقف فوق قمة الهرم يعتبرونه قائدا.
وبالفعل يمكن القول إن ما يطلبه على سالم البيض هو نفسه ما يطلبه شعب الجنوب، وهو يعبر عما يقوله الجنوبيون، لكن إذا خرج غدا وقال إن لديه حلا آخر قد تتغير الأمور ويصبح لا يمثل الجنوبيين.

- ما الموقف الذي تبناه الجنوب حيال اندلاع ثورة اليمن ضمن ثورات الربيع العربي؟، وهل الحراك قادر على تغيير الأوضاع ؟
لا نشكك أبدا في قدرة الحراك على تغيير الأوضاع وخاصة من الجنوبيين المقيمين في صنعاء، والتابعين لتيارات تختلف عن البيض، وأود هنا الإشارة إلى إن حربًا أهلية اندلعت في الجنوب عام 86، فاز خلالها تيار "علي سالم البيض" واستمر بعدن، بينما غادر التيار المهزوم إلى صنعاء، ولعل ذلك التيار هو الذي آمن أن الحل يكمن في إعادة صياغة الوحدة على أساس جديد فانتشروا في ساحات الوحدة بصنعاء، وطالبوا بإنشاء خيمة جنوبية أثناء الثورة وكانت هناك علاقات طيبة، تجمع أبناء الجنوب المتشددين والمتحيزين لفكرة الانقسام، مع أبناء الشمال في الساحات، وأصبحت العلاقات بينهم قوية.
إلا أن نزول التيار الإصلاحي "الإخواني" لساحات الثورة أساء كثيرا للثورة في اليمن، خاصة في صنعاء لأنه تعامل مع كل الثوار بقسوة للحد الذي يمكن القول معه إنهم أفشلوا ثورة اليمن، فضلًا عن أنهم سيطروا حاليًا على الحكم بكافة المحافظات، وأصبحوا يديرون العملية كاملة في اليمن، حتى أنه صار هو من يعين حتى الفراشين في المدارس. لذا فإن الثورة في اليمن انتهت.

- وهل يعد ذلك منطقيا في ظل تولي رئيس جنوبي لليمن..؟
الرئيس الجنوبي عبد ربه منصور هادي جاء للسلطة نتيجة صفقة اقتسموا خلالها كل من هادي، وجماعة حميد الأحمر، السلطات بالبلاد.
وهذا الموقف لا يتعدى كونه مسكنًا للألم لأنه لم ينتج عنه أية حلول، وستنفجر قريبا، وستتأزم الأمور بين الحوثيين والإصلاحيين، وقد ترى المفارقة الغربية أن الدعم السعودي لمصر كان ضد الإخوان، بينما هو في اليمن مع الإخوان، ولكن يمكن القول بأنهم يتجهون لدعم الإخوان في اليمن ضد الحوثيين، باعتبارهم شيعة، ففكرة المصلحة هي المحركة.

- ألم يؤد وجوده على رأس السلطة لحصول الجنوبيين على أية امتيازات..؟

للمصارحة وجود منصور على رأس السلطة خدم القضية الجنوبية، وجميعنا يعلم أنه يعمل من أجل القضية الجنوبية، وكان لذلك صداه البارز في قضية خروج الجنوبيين بمظاهرات، حيث كان من الصعب إن لم يكن مستحيلا خروج المظاهرات في الجنوب بسبب القيادات التي كانت موجودة فيه، لكن ما أن غير الرئيس القيادات في الجنوب ووضع قيادات من الجنوب، وأبناء المناطق تحسن الأمر، نظرًا لأنهم يتعاملون مع الأهالي بسياسة.
ولعل المشكلة تكمن في أنه ما أن يختار قيادات للمنطقة حتى يتم اغتيالها، ويقول الإعلام إن اغتيالهم تم من قبل تنظيم القاعدة، لكن لما تغتال القاعدة قادة جنوبيين بالتحديد، خاصة المناصرين للقضية الجنوبية.
- إذن هل منصور قادر على حل كافة مشاكل الجنوب أم أن عمله مٌقيد..؟
أكرر أنني أتوقع ألا يستمر الرئيس منصور في حكم اليمن حتى نهاية مدته الرئاسية، علمًا بأنني أتمنى له كل خير، كما أتوقع اغتياله في أي لحظة.
فالرجل سبق له تهديد الرئيس المعزول عبدالله صالح بأنه إذا لم يتوقف عن أعماله في اليمن سيقوم بكشف فساده، نظرًا لأنه لم يعد يتحمل ما يقوم به بعض الصقور في المؤتمر العام، وما يقوم به حزب الإصلاح.
وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال، وتم تسميم المياه في منزله، لكنه سيستمر وهو الوحيد القادر على فضح وكشف كل الأوراق لأنه كان موجودا مع الحكومة، وكان نائب الرئيس.

- أخيرًا ما الدور الذي تقومون به في مصر، وما أهمية أن يكون لكم مكتب في مصر..؟
حتى الآن لا يمتلك الحراك الجنوبي مكتبا رسميا بمصر، علمًا بأننا التقينا قبل فترة بمسئولين مصريين ووعدونا ببحث الأمر.
وطالبونا ألا ندشن مكتبنا الآن حتى لا يصبح عملا غير شرعي، وعليه فنحن بانتظار الموافقات الأمنية، ونحن في القاهرة لأنها تعتبر منبع الأحرار والثوار، لكننا ننتظر الموافقات الرسمية المصرية.
الجريدة الرسمية