رئيس التحرير
عصام كامل

ما أحوجنا إلى روح جديدة..!


غدًا يحتفل شعب مصر العظيم - رغم أنف الحاقدين الكارهين الفاشلين - بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر المجيدة التي سطر فيها رجالنا أسمى آيات النصر، وأعذب ألحان الانتماء والصدق.. وأكرر رغم ما قلناه وما قاله غيرنا عن عظمة ذلك الحدث وجلاله وروعة التخطيط ودقة التنفيذ، واستبسال المقاتلين وتناغم صفوفهم.. لكننا لم نوف هؤلاء الرجال حقهم.. فمن حقهم علينا أن نستلهم روحهم، وأن ننزل تضحياتهم منزلتها اللائقة في حياتنا.


من كان يظن أن ينهى المقاتل المصرى في ٦ ساعات فقط الأسطورة الإسرائيلية، وأن يعبر أكبر مانع مائى في العالم «قناة السويس بما فيها من فتحات النابلم الحارق».. ومن خلفها «خط بارليف» أشد خطوط الدفاع تحصينًا في تاريخ الحروب، حتى قال بعض الخبراء إنه يحتاج إلى قنبلة نووية لفتح ثغرات به، فإذا به يتهاوى كجبل من جليد أذابته روح قتالية عالية انطوت على إيمان عميق بالله، وحب كبير للوطن - ليس لجماعة كما يفعل «الإخوان، - ورغبة عارمة في نصرته، والعبور به من ذل الهزيمة إلى عز النصر، أو شرف الشهادة.

من كان يتصور لمقاتل بسيط من فلاحى مصر أن يحصد لقب «صائد الدبابات» في مواجهة غير متكافئة بين فرد وأحدث الدبابات في العالم.

من كان يتصور أن تسقط طائرة عتيقة مثل الميج ١٧ طائرة الفانتوم، رغم أنها الأحدث والأقوى في ذلك الوقت.. وهل يمكن لمدفع «الآر.بى.جى» الذي خلفته الحرب العالمية الثانية في يدى المقاتل المصرى، أن يقهر أحدث دبابات الترسانة الأمريكية..؟! ومن كان.. ومن كان.

وبنظرة تحليلية لما جرى في تلك المعارك، يتأكد لنا أن السلاح لم يكن وحده صاحب القول الفصل في حسمها.. وإحراز النصر والتفوق فيها.. بل ثمة أشد بأسًا وقوة تمثل في ذخيرة إيمانية صادفت عزيمة فولاذية وإرادة لا تلين وتبذل الغالى والنفيس لنصرة الأوطان ومحو عار الهزيمة.. ودرء العدوان الغاشم عن كل شبر فيها.

فهل من اللائق بنا أمام نصر عظيم كهذا.. وبعد ثورتين أطاحت بنظامين أبهرت العالم كله، نستغرق استغرقًا شديدًا ومبالغًا فيه في شواغلنا اليومية.. وأزماتنا المتكررة.. أن ننسلخ من تلك الروح الوثابة القادرة على التحدى والصمود والتضحية.. وننشغل في دعاوى الفرقة والفتنة والتشاحن والتلاشن والخلاف لذى ليس وراءه طائل!!
ما أحوجنا لروح أكتوبر، روح تجمعنا لا تفرقنا..
ونستكمل غدًا....
الجريدة الرسمية