رئيس التحرير
عصام كامل

ادعاءات هويدى..!


الأستاذ فهمي هويدي، كاتب صحفي كبير.. ليس في ذلك شك.. ولكن ما يكتبه من آراء وتحليلات أو ما يقوله عبر الفضائيات أحيانا غير صحيح، ربما لتحيزه لمعتقداته هو.. وليس للواقع والحقيقة وما يشعر ويفكر فيه الناس.. فالمفروض في الكاتب – أي كاتب – أن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين.. فمثلا قال عبر برنامجه «على مسئوليتي» على فضائية «الجزيرة مباشر مصر»، التي لم ينتقدها ولو مرة واحدة على عدم حيادها وكذبها، وتحريض العالم ضد مصر وشعبها بعد ثورة 30 يونيو، ووصفها بالانقلاب!


قال من ضمن ما قاله عن الأوضاع في مصر، إن خلاصة الأشهر الثلاثة الماضية أثبتت أن قوة السلطة لم تستطع أن تسقط الإخوان.. ولا قوة الفكرة عند الإخوان تستطيع أن تسقط السلطة، واستطرد قائلا: الإخوان أوصلوا رسالتهم عقب ثلاثة أشهر من الاحتجاجات الغاضبة وأقنعوا الرأي العام أمام جماهيرهم بأنه يصعب استئصالهم.. وأن ما يقال عن الحرب ضد الإرهاب كلام وهمي.. والله عيب أن يخرج من مفكر إسلامي هذا الكلام الهراء وكيف سمح ضميره أن يقول مثل هذا الكذب؟! أليس ما يحدث اليوم في سيناء وفي مصر عموما من تخريب متعمد وتحريض واغتيالات واستخدام القنابل الموقوتة لقتل الأبرياء ومسيرات يومية غير سلمية وتعطيل الحياة من قبل جماعة الإخوان وأتباعها هو قمة الإرهاب؟ وكيف تساوي يا أستاذ هويدي «جماعة إرهابية» محدودة العدد بشعب بأكمله ثار عليها في 30 يونيو وأزالها من سلطة الحكم !!

ثم من قال يا حضرة الكاتب إن الدولة تريد استئصال جماعة الإخوان التي ترفض أي مصالحة وطنية إلا بشروطها هي.. وليس بشروط الشعب الذي عزلها شعبيًا.

كنت أنتظر من كاتب إسلامي مثلك أن يقول كلمة حق في جماعة ارتكبت كل أنواع الجرائم ومازالت ضد البلد الذي تعيش فيه وتأكل من خيره وتشرب من مياهه.. جماعة كتبت نهايتها بنفسها.. بل انتحرت سياسيا وأصبحت معزولة شعبيا قبل أن تكون محظورة قانونيا، أنا معك أنه آن الأوان أن ننقذ الوطن من الهم الكبير الذي يلاحقه.. وهذا الهم في – رأيي – هو جماعة الإخوان التي تقف بالفعل عامدة متعمدة عائقًا في طريق أمن وأمان هذا الوطن وتقدمه ونهضته بل وتستقوي بالخارج ضده.. !!

أخيرًا.. أرجو أن تكون قد قرأت حيثيات حكم «حظر الإخوان»، حيث قالت المحكمة إن جماعة الإخوان التي أنشأها حسن البنا عام 1928 قد اتخذت الإسلام ستارا لها إلى أن تولت زمام أمور البلاد فأهدرت حقوق المصريين وافتقر المواطن إلى أبسط حقوقه وهو الإحساس بالأمن والطمأنينة، فهب الشعب في ثورته يوم 30 يونيو لافظا هذا الكيان الظالم متمردا عليه متخلصا من ظلمه منهيا لحكمه مستعينا بسيفه ودرعه «قواته المسلحة» الباسلة.

وقالت المحكمة إن قيادات وأعضاء هذا الكيان متهمة في قضايا قتل وترويع وحمل أسلحة وإنشاء تشكيلات عسكرية وتطرف وتخريب وعنف والاستقواء بالخارج بما يهدد الوحدة الوطنية.. ودرءا للمفاسد وجلبا لمنافع البلاد وأمنها القومي وسلامة أبنائه.. أصبح من اللازم تحصينا للبلاد من هذا الخطر أن تحكم بحظر كل أنشطتها والتحفظ على أموالها».

أتمنى أن يراجع الأستاذ هويدي ما يكتبه ويقوله كذبا وافتراءً أحيانا كثيرة..
الجريدة الرسمية