حل الجماعة
منذ أسبوع وأنا عمال أقول اللهم اخزيك يا شيطان.. كفاية كتابة على الإخوان بقى.. كفاية اللي هما فيه.. دول بقوا شبه عدة الموبايل اللي فاصلة شحن.. لا هي محصلة تليفون ولا محصلة حتة حديدة..
وفضلت ماسك لساني بالعافية وقلت الشماتة في المعزول حرام..
لكن بعد حكم الحل وردود الفعل اللي جت من قيادات الإخوان - اللي لسه برة السجن طبعًا- بعد النطق بالحكم والتهوين منه وإن هما هيطعنوا والكلام دا.. ساعتها قلت ما بدهاش بقى.. دا الساكت عن الحل ملهوش حل..
طبعا الكلام عن الطعن في الحكم بقى عامل زي حلة الطبيخ البايتة الحمضانة.. لأن الحكم بحل الجماعة ومصادرة المقرات اللي تحتكم عليها دا تحصيل حاصل.. وكل الناس كانت شايفاه إنه تحصيل حاصل.. لأن الجماعة دي اتحلت مع أول واحد لطع إمضته الكريمة على استمارة "تمرد" وقال لهم مش عايزينكو..
الغريبة بقى هو كلامهم بأسلوب التحدي.. آل يعني مش هممنا تتحل ما تتحلش هنفضل على قلبكم.. فتلاقي منهم اللي يقول لك: وإيه يعني ما تتحل.. هي الجماعة دي حيطان ومباني والكلام دا.. الجماعة دي في القلب.. بصراحة أنا انتابتني القشعريرة أول ما سمعت كلمة إنها في القلب.. وحسيت إن "الكمانجات" بتعزف جمب ودني "عيون القلب سهرانة مابتنمش"... ومن ساعة الحل عرفت إن الدولة مبتهزرش».. مع الاعتذار لستنا نجاة طبعًا..
في بقى أصوات تانية بس مبحوحة شوية نازلة "لت وعجن" ومش عاجبهم الحكم اللي صدر.. دول بقى بيقولوا يا عم بدل الحل ما كنت تحظر عليهم العمل في السياسة.. وكفاية عليهم قال الله وقال الرسول وتبقى جماعة دعوية بس.. النوع ده بقى بعد ما يفتي ويقول رأيه لازم يأكد لك ويحلف لك ويقسم يمين تلاتة أنه هو أصلا مش إخوان...
يا عم ماتخفش والله ما هبلغ عنك.. ودول بقى مش بيشوفوا من الغربال.. وإن جماعة الإخوان من يوم ما اتعملت أصلا وهي طمعانة في لعبة الحكم والسياسة..
وعشان تتأكد خد الحتة دى.. مرة النحاس باشا قابل الشيخ حسن البنا وقال له: يا شيخ أنت عايز الجماعة دي تشتغل في العمل الدعوي ولا العمل السياسي ؟.. فرد البنا وقال: الاتنين !
النحاس باشا بص له من فوق لتحت وقال: دا أنت مش الشيخ حسن.. دا أنت الشاطر حسن !
ولإن الشيخ حسن معرفش يربي جيل يفصل ما بين الاتنين -العمل الدعوي والسياسي- وكل من أتى بعده رضعوا منه لعبة السياسة فبقوا شبه عصابة على بابا والأربعين حرامي.. يخطف حتة من هنا على حتة من هنا.. كرسي في مجلس الشعب ماشى.. انتخابات نقابة ماشي.. حاجات كدا في المتداري لحد ما جتلهم على الطبطاب وكانت النهيبة الكبيرة بتاعتهم هي ثورة يناير..
هنا بقى العصابة اتلمت وعبوها في زكايب وطلعوا بيها على المغارة اللى في المقطم وقالوا افتح يا سمسم.. ففتح سمسم شهاب وقال لهم: "محصلكش" إنك تبقى في يوم في القصر وثورة شعب في إيديها النصر.. فجأة تلاقي الدينا اتقلبت وأدي أبواب السجن اتفتحت.. لمت شالت كله ماخلت.. وآدي جماعتهم في ثانية اتحلت.. محصلكش..
***
في سبتمبر شهر الخريف تتساقط أوراق الشجر الجافة وتُحل الجماعة!
