رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية مالك بن دينار مع الرجل الذي أدى الحجَّ بلا زاد ولا راحلة

 حكاية الرجل الذي
حكاية الرجل الذي أدى الحجَّ بلا زاد ولا راحلة، فيتو

مالك بن دينار من كبار التابعين، ولد أيام عبد الله بن عباس، رضي الله عنه. وكان ممن يكتب المصاحف.
اشتهر مالك بن دينار برواية الحديث، إذ كان قد سمع من الصحابي أنس بن مالك ومن بعده، وكان ممن سمع من سعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، والحسن البصري المشهورين، حتى أن البخاري قد استشهد بحديثه.

رجل ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻼ‌ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ‌ ﺭﺍﺣﻠﺔ

وﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﺭﺿﻲ ﺍلله ﻋﻨﻪ، أﻧﻪ ﻗﺎﻝ: خرﺟﺖُ حاجًّا إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍلله ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍلأ‌ﻋﻮﺍﻡ، فبينما أﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭإﺫﺍ برجل ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻼ‌ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ‌ ﺭﺍﺣﻠﺔ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲَّ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ. ﻓﻘﻠﺖ له: من أﻳﻦ أﻧﺖ؟! ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ. 
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ‏ﻭإﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ؟! ﻗﺎﻝ: إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻭأﻳﻦ ﺍﻟﺰﺍﺩ؟.
ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: إﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻ‌ ﺗﻨﻘﻄﻊ إﻻ‌ ﺑﺎلمأﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ. ﻓﻬﻞ ﻣﻌﻚ ﺷﻲﺀ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺗﺰﻭﺩﺕ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻱ ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺣﺮﻑ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ 

ﻣﻌﻨﻰ "ﻛﻬﻴﻌﺺ"

ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻛﻬﻴﻌﺺ". سألته: ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ "ﻛﻬﻴﻌﺺ"؟
ﻗﺎﻝ: أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ "ﻛﺎﻑ" ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﻭأﻣﺎ "ﺍﻟﻬﺎﺀ" ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، ﻭأﻣﺎ "ﺍﻟﻴﺎﺀ" ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺆﻭﻱ، ﻭأﻣﺎ "ﺍﻟﻌﻴﻦ" ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭأﻣﺎ "ﺍﻟﺼﺎﺩ" ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ. ومن ﺻﺤﺐ كافيًا ﻭﻫﺎﺩيًا ﻭمؤﻭيًا ﻭﻋﺎلمًا ﻭﺻﺎﺩقًا ﻓﻼ‌ ﻳﻀﻴﻊ ﻭﻻ‌ ﻳﺨﺸﻰ ﻭﻻ‌ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ.
ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖُ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡَ ﻧﺰﻋﺖُ ﻗﻤﻴﺼﻲ لأ‌ﻟﺒﺴﻪ ﻟﻪ، فأﺑﻰ أﻥ يلبسه.
ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ؛ ﺍﻟﻌﺮي ﺧﻴﺮ ﻣﻦ قميصك. فاﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻼ‌ﻟﻬﺎ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ.
ﻭﻛﺎﻥ إﺫﺍ ﺟﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﺭأﺳﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، وﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ‌ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻻ‌ ﺗﻀﺮﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻫﺐ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ‌ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ‌ ﻳﻀﺮﻙ.

"ﻟﺒﻴﻚ"

ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺒﻮﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻟﻢ ﻻ‌ ﺗﻠﺒﻲ؟! ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ؛ أﺧﺎﻑ أﻥ أﻗﻮﻝ "ﻟﺒﻴﻚ"، ﻓﻴﻘاﻝ لي: "ﻻ‌ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﻻ‌ ﺳﻌﺪﻳﻚ، لن‌ أﺳﻤﻊ ﻛﻼ‌ﻣﻚ ﻭﻻ‌ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻚ".
ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻋﻨﻲ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻱ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ إﻻ‌ ﺑﻤﻨﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﻌﺮًا: 
"إﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﺳﻔﻚ ﺩﻣﻲ.. ﺩﻣﻲ ﺣﻼ‌ﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺮﻡ
ﻭﺍلله ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﺑﻤﻦ ﻋﺸﻘﺖ.. ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭأﺳﻬﺎ ﻓﻀﻼ‌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻡ
ﻳﺎ ﻻ‌ﺋﻤﻲ ﻻ‌ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﻮﺍﻩ ﻓﻠﻮ.. ﻋﺎﻳﻨﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻳﻨﺖ ﻟﻢ ﺗﻠﻢ
ﻳﻄﻮﻑ باﻟﺒﻴﺖ ﻗﻮﻡ ﺑﺠﺎﺭﺣﺔ.. ولو بالله ﻃﺎﻓﻮﺍ ﻷ‌ﻏﻨﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻡ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺞ ﻭﻟﻲ ﺣﺞ ﺇﻟﻰ ﺳﻜﻨﻲ.. ﺗﻬﺪى الأ‌ﺿﺎﺣﻲ ﻭأﻫﺪﻱ ﻣﻬﺠﺘﻲ ﻭﺩﻣﻲ".
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﻭﺗﻘﺮﺑﻮﺍ إﻟﻴﻚ ﺑﻀﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻫﺪﺍﻳﺎﻫﻢ، ﻭأﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ سوى نفسي أﺗﻘﺮﺏ بها إﻟﻴﻚ ﻓﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻲ، ﺛﻢ رفع بصره إلى السماء وهو يبكي، ثم ﺷﻬﻖ ﺷﻬﻘﺔ وخر ميتًا، ﺭﺣﻤﻪ ﺍلله ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺠﻬﺰﺗﻪ ﻭﻭاﺭﻳﺘﻪ التراب.


وﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻜﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ المنام ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ الله ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﺪﺭ ﻭﺯﺍﺩﻧﻲ.
ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﺯﺍﺩﻙ؟! ﻗﺎﻝ: ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية