رئيس التحرير
عصام كامل

تطهير التعليم من غرس الشياطين


فشل "إخوان الشياطين" في الحشد لتظاهرات دعوا إليها وبدت هزيلة، لذا التمسوا العون من التنظيم الدولي فأشار عليهم بخطط بديلة في المدارس والجامعات، يضربون بها أكثر من هدف في الوقت ذاته.


أولا: العملية التعليمية تضم ملايين الطلاب، ما يعني أن الشغب والعنف سيكون واضحا بأقل مجهود.

ثانيا: تأثير "التشبيح الشيطاني" سيكون جليا لأن التجمع في أي مكان يسبب مشاكل نتيجة الاحتكاك، فما بالنا بحشود المدارس والجامعات من ذوي الانتماءات المتباينة والولاءات المتصارعة.

ثالثا: زيادة وتيرة العنف وتعطيل العملية التعليمية سيعاني منها كل بيت مصري لأن فيه طلاب أو أساتذة أو مهن مرتبطة بالتعليم.

رابعا: النجاح في شل وإفشال العملية التعليمية سيؤدي إلى تعطيل الدراسة أو يخلف مشاكل عدة والنتيجة في جميع الأحوال تظهر أن الحكومة ضعيفة وغير قادرة على ضبط أمور البلد وأولها انتظام العام الدراسي وحماية الطلبة والمعلمين، وهو ما يسعى إليه إخوان الشياطين منذ عزل الجاسوس مرسي.

وللأسف الشديد تمكنت الجماعة المحظورة من التأثير السلبي على انتظام العام الدراسي في أيامه الأولى، بداية من التعرض لمفتي الجمهورية السابق د.على جمعة في حضور رئيس جامعة القاهرة، ولأننا في مصر نتحرك على المستوى الرسمي ببطء السلحفاة وبعد فوات الأوان، فقد تمادى طلاب "المحظورة" في التعدي على الدارسين والمعلمين، وإهانة الرئيس والجيش والشرطة، والاشتباك مع من يخالفهم الرأي والقناعة، وتفننوا في تعطيل الدراسة ووصل بهم "التشبيح" حد إطلاق الرصاص في بعض الأماكن.

والغريب أننا بعد كل ما حدث في الأسبوعين الماضيين من "غرس الشياطين"، نسمع أصوات نشاز تدعو إلى الحلول السياسية والتفاهم مع طلبة الإخوان والمؤيدين لهم من السلفيين والجماعة الإسلامية وأتباع أبوالفتوح، ونسي هؤلاء أن التساهل وعدم المواجهة يزيدهم "فرعنة" حتى اعتقدوا أنهم أكبر من الدولة، لدرجة أن مجرما عميلا مثل عصام العريان يطل من "جحره" على قناة الحقيرة محرضا الطلبة علنا على العنف وإفشال العام الدراسي، ويتبجح الإرهابي المتآمر محمد البلتاجي في التحقيقات بقوله "الإخوان أسياد البلد ولا يمكن محاكمتنا".. فهل يعقل التفاهم مع كهذا نماذج لا تعرف إلا الفكر الإرهابي والفاشي؟!

الأمر خطير وإذا لم تسرع الحكومة بالحل الأمني خلال ساعات، ستحقق "المحظورة" ما تريده عبر الطلبة والمدرسين المنتمين إليها ومن يؤيدهم من جماعات إقصائية وتدميرية الفكر.

بداية يجب تفعيل قانون الطوارئ في الجامعات والمدارس، واستخدام كاميرات مراقبة لرصد تحركات الجميع سواء موالاة أو معارضة في جميع الأبنية التعليمية، حتى يمكن السيطرة على الأمور في حال تطورها، كما يجب عودة الداخلية لتولي مهام الحراسة وحفظ الأمن ومنع الشغب في الجامعات وإن أمكن في المدارس أيضا، دون الالتفات لأصوات نشاز ترفض ذلك، فالتساهل مجددا يعني ضياع هيبة الدولة.

أما أهم الحلول التي لابد من تطبيقها عاجلا لتطهير التعليم بجميع مراحله من "غرس الشياطين"، فهو إصدار قرار بفصل من تثبت إدانته في التحريض أو المشاركة في التظاهر بالمؤسسات التعليمية أو محاولة تعطيل التحصيل العلمي وإفشال العام الدراسي بأي وسيلة، يستوي في ذلك الطلبة أو المعلمين أو حتى الهيئة الإدارية. وحينها نضمن خلو العملية التعليمية من الشغب ومحاولات جعلها ساحة حرب..

الحل الأمني الرادع بات ضرورة، لأن الإخوان سيطروا على التعليم بتدريب التلاميذ في المدارس على أيدي المدرسين المنتمين للجماعة المحظورة ثم يتلقفهم اتحاد الطلبة المنتمي للمحظورة في الجامعات بمساعدة أساتذة الجامعة "الإخوانجية" ويستميلونهم بشتى الإغراءات بداية من الدرجات العلمية المرتفعة حتى التوظيف المباشر بعد التخرج.

وهكذا تمددت المحظورة كالأخطبوط في المدارس والجامعات وحان وقت التطهير والتخلص من الوباء الإخواني الذي استشرى كالسم في التعليم المصري، ومن لا يعجبه الحزم في تطبيق القانون فليذهب إلى قطر أو تركيا أو إيران أو أمريكا أو مخيمات غزة أو السودان أو حتى عند الغنوشي وتابعه المرزوقي فرءوس المؤامرة أكثر من أن تحصى .

الجريدة الرسمية