السخرة في قطر.. "الدوحة" تستعبد العمال من أجل عيون كأس العالم.. "الجارديان": مصرع 44 نيباليا في تجهيزات مونديال 2022.. العمال لم يحصلوا على أجورهم منذ شهور.. حرموا من الماء المجاني وصودرت جوازات سفرهم
أكدت شبكة "دويتش فيله" الألمانية، أن التقرير الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية منذ يومين، عن استعباد دولة قطر للعمال الآسيوين، من أجل سرعة إنهاء التحضيرات والتجهيزات لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، والذي نتج عنه مصرع 44 عاملا نيباليًا، في ورشات العمل، لقي ردود فعل عالمية واسعة.
وأشارت الشبكة الألمانية إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أكد يوم الخميس الماضى، أنه "قلق جدا" بعد التحقيق الذي أجرته في قطر صحيفة "الجارديان" البريطانية، حول استغلال العمال النيباليين المشاركين في إنشاء البنى التحية الخاصة بمونديال 2022.
وأضاف المتحدث باسم الاتحاد أنه "سيجري من جديد اتصالات مع السلطات القطرية، والموضوع سيبحث أيضا خلال اجتماع اللجنة التنفيذية في الثالث والرابع من الشهر المقبل في زيوريخ، والمخصص لكأس العالم 2022 في قطر".
وقال مدير مركز آسيا الوسطى لحقوق الإنسان، سوهاس تشاكما، إن غالبا ما تغمض حكومات دول جنوب آسيا عيونها إزاء شروط العمل "القاتلة"، مؤكدًا أنه من المؤسف ألا تقوم الحكومات المرسلة لليد العاملة بأي شيء من أجل احترام اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق العمال المهاجرين، وأضاف "هذا الأمر لا يخص نيبال وحدها، وإنما آلاف العمال من الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلادش.
ويوجد في قطر نحو 300 ألف نيبالي حسب إحصاءات الحكومة النيبالية معظمهم من الأرياف وهاربون من الفقر وهم يرسلون جزءا كبيرا من أجورهم إلى أقاربهم، ويعمل معظم هؤلاء في ورشات وتستخدمهم وكالات عمل مقيمة في نيبال، تعمل بموجب تراخيص رسمية من الحكومة، وقد التزمت باحترام قانون العمل.
وأعلنت الحكومة النيبالية أنها لن تسعى إلى وقف سفر عمالها إلى قطر، بعد ما كشفته الصحيفة البريطانية، بيد أن المتحدث باسم وزارة العمل النيبالية تحدث عن "مخالفات كثيرة وكبيرة"، وقال "يجب أن يتغير هذا الأمر ونحن سنقوم بكل ما بوسعنا".
وتحت عنوان "عبيد كأس العالم في قطر"، ذكرت الصحيفة البريطانية في تحقيقها أن 44 عاملا نيباليا ماتوا في الفترة من الرابع من يونيو والثامن من أغسطس، وذلك استنادا إلى وثائق من السفارة النيبالية في قطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن النيباليين يشكلون 40 في المائة من العاملين الوافدين إلى قطر، وهم ضحية "الاستغلال والتعسف التي تنتمي إلى العبودية الحديثة".
وأكدت الصحيفة أن العمال لم يحصلوا على أجرهم منذ أشهر، وصودرت جوازات سفرهم لمنعهم من المغادرة وحرموا من المياه المجانية، رغم الحرارة المرتفعة جدا، ووضعوا في فنادق من أدنى الدرجات بمعدل 12 شخصا في الغرفة الواحدة.