رئيس التحرير
عصام كامل

علي زيدان رئيس الحكومة الليبية: عودة الأمن مرهونة ببناء الجيش والشرطة.. نتعاون مع الـ"إف بي آي" في التحقيقات بمقتل السفير الأمريكي.. التخلص من "غاز الخردل" يحتاج وقتا.. وحدودنا مع مصر منضبطة

على زيدان رئيس الحكومة
على زيدان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة

أرجع على زيدان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة تردي الأوضاع الأمنية في بلاده، إلى انهيار المؤسسات الأمنية، وتراجع الروح المعنوية للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن عودة الأمن مرهونة بإعادة بناء المؤسسات الأمنية والبدء في تدريب القوات المسلحة في الداخل والخارج وهو الأمر الذي بدأت به ليبيا من خلال إرسال الجنود لتدريبهم في كل من تركيا وبريطانيا وفرنسا.


وكشف زيدان في الحوار الذي أجرته معه قناة العربية اليوم الخميس عن تعاقد ليبيا مع بعض الخبرات الأجنبية من أجل تهيئة فرص التعليم والتدريب لرجال الشرطة والجيش.

واعتبر أن ما يثار حول فقدان السيطرة على الحدود، أمر مبالغ فيه، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة لمصر هدفت إلى ذلك الأمر وهو ما نتج منه سيطرة كبيرة على الحدود الليبية – المصرية، عقب هذه الزيارة وأدت الإجراءات المصرية إلى ضبط الحدود.

واعترف زيدان أن هناك أماكن محددة تجرى فيها عمليات الاختراق الأمني في بنغازي وطرابلس ودرنة، مؤكدا أنه بالرغم من وقوع الكثير من الحوادث بين اليوم والآخر إلا أن الوضع أفضل مما مضى.

وكشف رئيس الوزراء الليبي عن وجود مخزون لدى بلاده من غاز الخردل "الكعكة الصفراء" موروث منذ عهد معمر القذفى، وتم الاتفاق مع الولايات المتحدة وألمانيا على التخلص منه، وتجرى عمليات إعدام هذه المواد إلا أن هذه العملية تحتاج للوقت والمال.

واعتبر زيدان أن السماح لقوات من الوكالة الأمريكية للتحقيق الفيدرالى "اف بي آي"، كان نتيجة مطلب شعبي بالتعاون الدولي في التحقيق في مقتل السفير الأمريكي، بعد أن تم تدمير جهاز المباحث العامة بالكامل، علاوة على العلاقات الوثيقة لبلاده بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، مشددا على أن طرابلس طلبت المساعدة في دعم السير في التحقيقات وبعض الدول استجابت وفق الاتفاقيات وتحت السيادة الليبية.

وحول ظاهرة انتشار السلاح وطرق سيطرة الدولة عليها، قال رئيس الحكومة الليبية: المسألة ليست سهلة وتحتاج لإجراءات مختلفة وبكيفيات متعددة وبدأنا بعدة كتائب سلمت سلاحها وقبلت تعويضات في احتفالات رسمية، ونجري الحوار مع بعض الكتائب الأخرى لإقناعها بذلك.

وردا على سؤال حول الكتائب والميليشيات التي تستأجرها الدولة في بعض العمليات العسكرية، قال رئيس الحكومة الليبية: نحن لا نستأجر الكتائب بل لدينا العديد من الثوار تحت رئاسة الأركان وعندما يطلب منهم عمل يقومون به كموظفين ويسلمون أسلحتهم بعد انتهاء المهمة.

واستنكر زيدان الاتهام الموجه إلى حكومته المتعلق بفشل إنشاء الجيش، قائلا: نحن لم نفشل في تكوين الجيش الليبي نحن في طور تهيئة جزء كبير منه، وتم تدريب آلاف الضباط، ولكن الإشكالية في الإنسان الليبي الذي قاسى مرارة الظلم والمهانة والتهميش وحتى يتأهل يحتاج لبعض الوقت وهي حالة نفسية نأمل أن تساعدنا الظروف على تجاوزها.

وتطرق إلى سيطرة بعض الميليشيات المسلحة على حقول النفط ومنع تصديرها، قائلا: حرس المنشآت النفطية كانوا ألفي شخص وهم من أخلوا بمهتهم واستولوا على هذه الموانئ، ونحن نتعامل مع الوضع بروية وصبر، مهما طالت الفترة محذرا من عدم إطلاق المنشآت النفطية في فترة وجيزة باتخاذ إجراءات رادعة حتى تعود الأمور لنصابها.

وجدد تهديده باستخدام القوة ضد أي سفينة غير متعاقد معها بشأن النفط حال دخولها المياه الإقليمية، وكشف عن القيام بهذا الأمر عندما جاءت سفينة وأخرجتها القوات البحرية؛ مضيفا أن أي سفينة ستواجه نفس الأمر وقد يكون ذلك بالقصف الجوي، مؤكدا أن الحكومة تتابع الأمر عن كثب بآلية استخبارية فعالة ستتم مواجهته مباشرة.

وفيما يتعلق بتراجع تفاؤل الشعب الليبي الذي تزامن مع اختياره رئيسا للوزراء وخروج مظاهرات تنادي بإسقاط حكومته، قال على زيدان، نحن نتعامل مع جمهور صدم بالثروة وتوقعاته كانت كثيرة، إلا أن إمكانيات الدولة محدودة والتنفيذ يحتاج لوقت لأن الظروف ليست مواتية والأمور تحتاج لصبر.
الجريدة الرسمية