رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما "المذعور" باع المعزول


هل يمكن أن تنكفئ أمريكا في عهد أوباما وتنتهي سطوتها في العالم قريبا؟ ... سؤال تردد في ذهني عندما بثت وكالات الأنباء، اعتراف أوباما بأنه يخاف من زوجته ميشيل لدرجة لم يستطع تدخين سيجارة منذ 6 سنوات، مستعيضا عنها بـ "علكة نيكوتين"، وذلك في حديث جانبي مع مقرر الأمم المتحدة دون أن ينتبه أن الميكروفون مفتوحا.. قد يعتبر البعض أن الأمر "مزحة"، لكنه في الحقيقة يحمل دلالات مهمة، لأنها ليست المرة الأولى التي يعترف فيها أوباما بتأثير ميشيل الفائق عليه، وأنه يمتنع عما يرغب حتى لا تغضب زوجته.


أوباما الذي يزأر كـ "الأسد" مهددا دول العالم يصيبه الذعر ويصبح كـ "الفأر" أمام زوجته، فهل هكذا شخصية يمكن احترامها أو الالتفات لما تقول؟!

وجاء خطاب الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة ليزيد القناعة بأن نهاية النفوذ الأمريكي على يديه، فهو ضعيف، متردد ومندفع في الرهان على الخيول الخاسرة، وبعد كل خسارة يعترف ضمنيا بالخطأ ويغير مساره لإنقاذ ماء وجهه الذي أصيب بالجفاف من الفشل والصفعات التي يتلقاها بعد كل رهان.

في الشأن المصري، انتشى أوباما بنجاح مؤامرة حشد الشارع ونشر الفوضى والترويع بالاتفاق مع نشطاء "عملاء" والإخوان الإرهابيين وخونة حماس وحزب الله، ودعم وتمويل قطري تركي، حتى تنحى الرئيس الأسبق مبارك، وصولا إلى منح الحكم للجاسوس محمد مرسي، كي ينفذ المخطط الصهيو أمريكي لتقسيم مصر دويلات وتوطين الفلسطينيين في سيناء.

وأمام اعتماد الإخوان على الدعم الأوبامي، جاءت الضربة القاصمة للطرفين في 30 يونيو بثورة حقيقية لم يستوعبها أوباما، ولاذ بالصمت وحين تكلم أصر على شرعية مرسي وأنه رئيس منتخب ولا يجوز عزله، ومع مطالبة الفريق أول السيسي بالتفويض الشعبي خرج طوفان بشري ملأ محافظات مصر ليذهل العالم من جديد، ويصرع أوباما بضربة قضت على أحلامه ومؤامراته في شرق أوسط جديد يبدأ بتقسيم "أم الدنيا".

من هذا اليوم، لم تقم قائمة للرئيس الأمريكي المصدوم والمذعور من الكونجرس ومن الشعب الأمريكي الذي فقد الثقة في إدارته، ويخشى المحاسبة على مليارات أنفقها دعما لـ"الإخوان" والارهاب في مصر ودول "الجحيم العربي"، وبين نغمة الانقلاب العسكري تارة والدفاع عن "المعزول" والتلويح بقطع المعونة تارة أخرى، فقد أوباما تأثيره في مصر، فحاول الضغط على قادة الخليج لمنعهم عن دعم مصر أو على الأقل تأجيل الأمر في محاولة يائسة لانهيار مصر اقتصاديا، وجاءه الرفض الثلاثي من السعودية والإمارات والكويت، وهلت مليارات الدعم الخليجي من الدول الثلاث على مصر، كما تعالت المطالب الشعبية برفض المعونة الأمريكية ووجوب طرد السفيرة المتواطئة مع الإخوان.

فشل أوباما في مصر جعله يلقي بثقله في سورية لتعويض ما خسره، افتعل قصة الكيماوي وحدد موعد الضربة العسكرية ليصطدم بالرفض الدولي، فراح يستجدي التفويض الشعبي الأمريكي دون جدوى، وهنا أنقذه المقترح الروسي لحل الأزمة سياسيا وإيقاف قرع طبول الحرب ويتجدد الفشل الأمريكي.

أوباما البائس بدا مهزوزا في الأمم المتحدة، واعترف خانعا بفشل مرسي في الحكم وأنه لم يكن رئيسا لكل المصريين، وأن الحكومة الحالية استجابت لرغبة ملايين المصريين مؤكدا التزامه بالعمل معها، دعما للديمقراطية ومكافحة الارهاب، ما يعني نزع صفحة "المعزول".

كما اعترف أوباما في الخطاب "أننا دعمنا الذين نادوا بالتغيير خصوصا في مصر ولم نستطع التنبؤ بالأحداث والاضطرابات التي نتجت عن ذلك، لكننا عرفنا أن العدل والسلام لا يتحققان بالاتفاق بين الدول وإنما بين شعوب هذه الدول.

وفي محاولة من أوباما لإيجاد خط رجعة واستعادة بعض من تأثيره المفقود في مصر قال: "تجنبت عن عمد عدم الوقوف مع أي جانب بعد عزل مرسي".. لكن غباء أوباما لم يجعله يدرك أن مصر لن تسمح له باللعب مجددا في ساحتها، فعهد التبعية انتهى وجاءت الندية، واذا كان كان على المعونة فلتذهب وقبلها أوباما إلى الجحيم .
الجريدة الرسمية