رئيس التحرير
عصام كامل

الفارق بين عبيد أوباما وعبيد البيادة!


استغربت كثيرا من ردود الأفعال المهللة بعد خطاب باراك أوباما، رئيس أكبر دولة في العالم عقب خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي اعترف فيه صراحا وللمرة الأولى بأن محمد مرسي كان ديكتاتورا ولم يكن يحكم كل المصريين وأن الحكومة الحالية جاءت بإرادة شعبية.. هذا التحول في موقف أمريكا كان مثار اهتمام الكثير من السياسيين على اعتبار أن أمريكا كانت تقاتل بشتى الطرق من أجل مرسي وجماعته، ولذلك اعتبروا هذا الموقف بمثابة إعلان البيع العلني لجماعة الإخوان التي كانت ومازالت تتعشم في أمريكا والغرب.


بصراحة.. بصفتي لست سياسيا وغير مشغول بهذه التوازنات التي تنظر لها النخبة السياسية أو القيادة في مصر، لم أشعر بأي جديد من كلام أوباما.. فمثلما باعت أمريكا مبارك باعت مرسي.. وستبيع أي رئيس أو حكومة في العالم من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل .. فمن يعتمد على أمريكا في كل شيء فهو إما ناقص الوعي أو فاقد البصر والبصيرة.. فمن يركز في كلام أوباما يجد أنه متناقض .. فهو يقول إن تعليق المساعدات سيعتمد على تنفيذ خريطة الطريق وفي نفس الوقت يقول إن الحكومة المؤقتة تسير بشكل متسارع لتنفيذ خارطة الطريق .

موقف أوباما وأمريكا مع الموالين لهم أو بمعنى أدق عبيدهم في مصر وهم بكل تأكيد جماعة الإخوان على الأقل خلال هذه الفترة يجبرني ويجبر أي أحد أن يقارنه مع موقف الموالين للقوات المسلحة المصرية أي عبيد البيادة كما يقولون وبكل فخر أنا واحد منهم .. فأوباما تخلى عن عبيده السابقين والحاليين لأنه لا يبحث إلا أن مصلحة بلاده في كل مكان وزمان .. أما القوات المسلحة المصرية فلم تتخل عن عبيدها في كل الأزمان والأماكن .. فوقفت بجانب عبيدها في 25 يناير وحمت الثورة وساهمت في رحيل مبارك .. ووقفت أيضا بجانب عبيدها في 30 يونيو وحمت الثورة وعزلت مرسي بعدما حاولت معه بشتى الطرق الاستجابة لمطالب الملايين .

وبصفتي أحد عبيد البيادة وبكل فخر أجد نفسي سعيدا وفخورا بأن قواتي المسلحة لم تتخل عني ولم تفكر في بيعي مثلما حدث من رئيس أكبر دولة في العالم عندما باع مبارك ومرسي مجبرا لتنفيذ رغبة وإرادة الشعب المصري العظيم .

هذا هو الفارق الفعلي بين عبيد أوباما وعبيد البيادة .. فمن ينتمون إلى النوع الأول وهم جماعة الإخوان أو المتعاطفين معهم شعروا بخيبة أمل بعد خطاب أوباما .. أما إذا كنت من النوع الثاني فمن المؤكد أنهم كل يوم يشعرون بكل الفخر والسعادة لأنهم ينتمون إلى القوات المسلحة المصرية أحد أفضل 10 جيوش في العالم لأنها البيادة التي لا تبيع ولا تخون ولا تغدر والأكثر من ذلك تحمي إرادة الشعب في كل الأوقات .. تحيا القوات المسلحة المصرية .. ومليون طظ في اللي مش عاجيه..!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية