رئيس التحرير
عصام كامل

ضمير فهمى هويدى!


اهتز ضمير الكاتب الإسلامى فهمى هويدى، بسبب رسالة وصلته من مواطن سيناوى تقدم صورة وصفها بأنها «صادمة ومفجعة تحدثت عن قصف بطائرات الأباتشى.. وعن امرأة مسنة قتلت برصاص خارق للجدران أصابها وهى جالسة في بيتها.


لا شك أن الصورة التي تضمنتها الرسالة عن مقتل العجوز مؤلمة حقًا.. وتحرك ضمائر كل من يقرأها.. ولكن ماذا عن جنود الأمن المركزى الذين اغتيلوا بأيدى الإرهابيين في مشهد إجرامى يعيدنا إلى العصور الوسطى.. لابد أن هويدى تابعه عبر القنوات الفضائية.. ويستحق أن يحرك ضميره.. وهل تابع هويدى مسلسل الشهداء الذين يتساقطون كل يوم فوق رمال سيناء، بأيدى هؤلاء المرتزقة؟

لقد ذكرت «الشروق»، التي تنشر مقالات هويدى عن المجزرة الإرهابية التي سقط فيها عشرات الشهداء في تفجير انتحارى برفح.. وفى نفس العدد «الخميس ١٢ سبتمبر» يكتب مقالًا بعنوان «الخوف على سيناء وليس منها» يشير إلى أن الجيش يستهدف أهل سيناء الآمنين.. لا الإرهابيين الذين قدموا إليها من أفغانستان.. وأعلنوا أكثر من مرة أنهم سيقتطعونها من مصر.. ويقيمون على أرضها إمارة إسلامية..

"هويدى" يعلم أكثر من غيره مدى عمق العلاقات التي تربط أبناء سيناء بقواتهم المسلحة، تلك العلاقات التي ترسخت عبر الحروب العديدة التي خاضتها مصر ضد إسرائيل.. وكان لأبناء سيناء بطولات عديدة لا تنسى.. ولا يتصور أن تقوم القوات المسلحة بأعمال عدائية ضد أبناء سيناء.. الذين يرحبون بما يقوم الجيش به من مداهمات لأوكار الإرهابيين الذين احتلوا أراضيهم.. والسؤال.. الحرب التي يقودها الجيش المصرى في سيناء.. موجهة ضد من؟

الإجابة التي لن يشك هويدى في مصداقتها.. تأتى على لسان الأستاذ محمد حسنين هيكل في حواره الأخير مع الإعلامية لميس الحديدى.. يقول: ما حدث في سيناء السنوات الماضية كان كثيرًا، عندما شحنت فيها العناصر من أفغانستان وغيرها، كميات السلاح المتطورة من ليبيا.

وسيناء بقيت رهينة يراهن عليها الإخوان إنها السبيل الذي سيجعل الجيش في الثكنات.. ويبقى هناك دائمًا.. وزعماء القبائل يقتلون الواحد تلو الآخر.

آخر التقريرات تقدر أعداد الوافدين إلى سيناء بنحو 24-18 ألف شخص، هناك المجاهدون والإرهابيون والمعفى عنهم.
يجيب هيكل عن سؤال.. هل يستخدم الإخوان سيناء حتى الآن للضغط؟ قائلا.. على وجه اليقين سيناء كانت رهينة وإلى هذه اللحظة، ومرسي كان يراهن على الجيش أمام الجماعة وأن تكون سيناء.. ثكنة للجيش للاستمرار فيها.

ما يؤكد دقة حديث هيكل.. التصريح الذي أدلى به البلتاجى أثناء اعتصام رابعة.. وتأكيده أن ما يجرى في سيناء سيتوقف عند عودة المعزول.

لا يمكن أن يغيب عن هويدى.. خطورة ما يجرى على أرض سيناء التي اختطفت منذ وصول الإخوان للحكم.. وسماحهم للإرهابيين بالقدوم إليها من أفغانستان.. ما يعطى لإسرائيل ذريعة للهجوم على مواقعهم في سيناء، خاصة أن الجيش الإسرائيلى رفع حالة الاستنفار الأمنى بعد الهجوم الإرهابى على المخابرات الحربية.. وتأكيد قائد الفرقة الحمراء المسئولة عن تأمين الحدود الإسرائيلية مع مصر والأردن أن تغيير الأنظمة في الدول المحيطة بإسرائيل.. غير التحديات الأمنية التي يواجهها الجيش الإسرائيلى على الجبهة الجنوبية مع مصر.

تلك هي الوقائع التي يجب أن تحرك ضمير فهمى هويدى!
الجريدة الرسمية