دموعى على خدى..!

عندما يمر أي إنسان بوعكة صحية بسيطة يعيش في حالة من الارتباك.. فلا يعرف متى ينام ولا متى يستيقظ .. هذا ما مررت به منذ ثلاثة أيام .. وشاءت الأقدار أن يتسبب مرضي في الاستيقاظ مبكرا بشكل إجباري صباح الخميس الماضي.. فلم أكن أملك سوى مشاهدة التليفزيون للهروب من شبح البرد القاسي الذي أصابني .. وياليتني ما صحيت ولا حتى فتحت التليفزيون .

فوجئت بعد التجول بين القنوات، أن قناة المحور تبث مشاهد على الهواء من كرداسة.. انتبهت وتوقفت أمام القناة لكونها الوحيدة التي قامت بذلك في هذا الصباح الباكر.. نسيت آلامي ومرضي وبدأت أدعو من كل قلبي أن يوفق الله رجال الشرطة والجيش في مهمتهم .. ومع حالة التركيز التي انتابتني مع المشاهد الحية فوجئت بما حدث للواء نبيل عبد المنعم فراج مساعد مدير أمن الجيزة.. شاهدت الموقف برمته على الهواء مباشرة.. لم أستطع تحمل ما هو أمامي بحكم أنني من النوعيات التي لا تملك قلبا يتحمل مشاهدة مثل هذه المواقف الصعبة ..

ولذلك، وجدت دموعي علي خدي دون أن أشعر.. انتابتني حالة من الحزن والألم الشديد.. ولكن مع هذه الحالة التي استمرت لفترة طويلة كنت أتخيل نفسي موجودا في مكان الحادث مثل باقي الزملاء الإعلاميين الذين كانوا متواجدين في هذا المكان.. وسألت نفسي .. هل لو كنت موجودا في نفس المكان كنت سأكون بنفس الشجاعة التي شاهدتها من مراسل قناة المحور الزميل تامر مجدي، الذي كان يتحدث على الهواء وفجأة ترك تليفونه وأسرع محاولا إنقاذ اللواء نبيل فراج رغم أن الكثيرين ممن كانوا موجودين فروا هاربين من رصاص الغدر ؟

وبغض النظر عن الإجابة وبعيدا عن موقف من كانوا بجوار اللواء وفروا هاربين من أصوات الرصاص.. فأنا هنا لا أملك سوى كلمتين .. الأولى موجهة الى أسرة اللواء نبيل وتتلخص في سعادتي بهذه القدرة على التحمل والإيمان بالله .. فهذه الأسرة التي كانت تصلي جماعة مع اللواء نبيل ليلة اقتحام كرداسة تستحق منا كل الفخر والدعاء .. يجب أن نفخر باللواء الشهيد وبأسرته وندعوا لهم جميعا بأن يبارك فيهم وفي أمثالهم من شرفاء الوطن .

أما الكلمة الثانة فهي للزميل تامر مجدي، الذي لا أعرفه ولكن أحببته في الله بسبب شجاعته وثباته وقدرته على تحمل هذا الموقف الرهيب.. تامر مجدي لم يهرب من أصوات الرصاص وقرر المخاطره بحياته لإنقاذ اللواء نبيل.