رئيس التحرير
عصام كامل

الأنبا أنطونيوس ممثل الكنيسة الكاثوليكية فى لجنة الـ50 لـ"فيتو": لو كانت الكنائس ثمنا لبقاء مصر لتبقى مصر وتهدم الكنائس

فيتو

  • المادة الثانية تتوافق مع مبادئ الكنيسة.. وأؤيد المصالحـة مع الإخوان
  • تصريحات أردوغان عن شيخ الأزهر مرفوضة والتدخل العسكري الأمريكي في سوريا كارثة
  • المصريون أهينوا جميعا وأهدرت كرامتهم وانحدرنا تمامًا في ظل حكم الإخوان
  • للإخوان الفضل في خروج الملايين في 30 يونيو لإسقاطهم

قال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك ممثل الكنيسة الكاثوليكية، إنه مع بقاء المادة الثانية من الدستور لأنها تتوافق مبادئها مع الكنيسة، كما استنكر وبشدة تطاول "رجب طيب أوردغان - رئيس الوزراء التركي، على الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، مشيرًا إلى أن المساس بفضيلة الإمام الأكبر يعد تطاولًا على الجميع.

حاوره - ريمون ناجي:

بداية في ظل الهجوم الغربي على مصر عقب ثورة 30 يونيو.. ما هو الدور الذي قامت به الكنيسة لدعم مصر خارجيًا؟
في أعقاب ثورة التصحيح 30 يونيو، تعرضت مصر لهجوم شنيع، ما دفع الكنيسة بشكل عام إلى سرعة التحرك، وتواصلت مع السفارات، وكذلك المسئولين بالخارج، لتوضيح أن ما شهدته مصر هي ثورة شعبية خالصة ساندها الجيش.

كما خاطبت الكنيسة أبناءها بالخارج وأثارت وجدانهم الوطني، وبالفعل تفاعلوا إلى أن وصلوا لتنظيم فاعليات والتواصل مع المسئولين بالخارج للتأكيد على أن ما شهدته مصر ثورة شعب، ما ساهم بشكل واضح في تغيير الصورة لدي بعض الدول.

وما تعليقك على حادث التفجير الذي كان يستهدف موكب وزير الداخلية؟
الله خلقنا لنحب بعضنا ولا نكره، إنما حادث الاعتداء على موكب وزير الداخلية هو حادث دنيء ومقزز، ولهذا فالمعتدي يفر هاربًا، ونصلي من أجل نجاة المصريين من كل شر ويحقن دماهم ويحافظ عليهم.

كيف تري تطاول رئيس وزراء تركيا على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ؟
نحن نرفض أي تطاول على شيخ الأزهر، لأنه رمز وقيمة ولأن الأزهر فخر لكل مصر كونه صاحب الريادة على كل مسلمي العالم، ومن يمسه يصيبنا، فكما نرفض التطاول على البابا، كذلك وبنفس القدر نرفض تطاول أي شخص مهما على شأنه والمساس بشيخ الأزهر.

بشأن قانون الأحوال الشخصية، هل هناك رؤية موحدة للكنائس في هذا الصدد؟
أولًا: علينا تذكر المحاكم الشرعية والملية التي كانت متواجدة حتي عام 1956، وكانت تفصل الشرعية في أمور الأحوال الشخصية للمسلمين والملية للمسيحيين وكانت تدار دينيًا، وبعد إلغائها وإنشاء محكمة الأحوال الشخصية وهي أفضل، وطالبت تلك المحكمة الكنائس بتقديم قوانينها ليتسنى لها الفصل في أمور رعاياها حال الخلاف، ومن هنا أؤكد أن الأمر يحتاج شيئا من السماح للكنائس بتغيير أو تعديل قوانينها كونها صناعة بشرية تحتاج للتنقيح أو ما شابه، وهناك مشكلة حقيقية تواجه القاضي حين الفصل في نزاع بين مختلفي الطوائف، ما يدفعه للاحتكام للشريعة الإسلامية، ووجه اقتراحا بأن يكون الحكم في ذلك الأمر لشريعة العقد، أي وفقا للطائفة التي تزوج فيها.

ما موقفك من المادة الثانية من الدستور مع بقائها أم رفضها؟
أنا مع بقاء المادة الثانية، لأنها لم تغير شيئا عن مبادئ الشعب المصري، إلى جانب توافقها تمامًا مع مبادئ الكنيسة، فالأديان تدعو للمعروف وترفض المكروه والخطيئة والمعصية، ولكن وفقًا لما ينظمه القانون بما لا يفرق بين المواطنين، القانون هو سيد الموقف والدليل هناك من يدفع ضريبة وآخر يدفع ضريبة تصاعدية هذا ليس من شأن الشريعة نهائيا وإنما ينظمه القانون.

هناك أنباء حول صدور قانون موحد للأحوال الشخصية بين الكنائس الثلاث، فما صحتها؟
الكنائس بدأت فيه منذ عام 1980 وقدم إلى مجلس الشعب في التسعينيات للبت في أمره ومناقشته، إلا أنه اختفى عقب دخوله ولم ير الشمس، ومنذ عامين أقبلت الكنائس على رؤيا لقانون موحد للأحوال الشخصية للمسيحيين وبدأ النقاش فيه، ولكن أعتقد أنه من الصعب وجود قانون موحد.

وأقترح أن يكون نص المادة الدستورية ليكون لغير المسلمين الاحتكام لشرائعهم، بالإضافة للاحتكام لشريعة العقد في فض النزاع بين الزوجين حال خلاف طوائفهم المسيحية.

وما رائيكم في الزواج الثاني؟
الزواج الثاني مرفوض دينيا إلا في حالة وفاة الزوجة أو الزوج فقط، وفقًا للتعاليم المسيحية، والطلاق لا نعترف به إطلاقا.

في رأيك.. ما هو الحل للخروج من الأزمة التي تواجه بناء الكنائس؟
لن يكون هناك حل لها في الدستور، لأن أقصى ما يمكن فعله هو وضع نص حرية العبادة والمعتقد، ولكن النصوص الدستورية تصاغ في قوانين، وهل عندما يناقش مجلس الشعب هذا النص سيخرج بنفس المشكلات الحالية، وهل من المنطق ألا تبني كنيسة إلا بقرار من رئيس الجمهورية؟ أقول من المفترض أن يكون تصريح بناء الكنائس يصدر من الأحياء لأنها ليست ثكنة عسكرية، وعرقلة بناء الكنائس تجعل المواطنين يلجأون إلى الصلاة في المنازل، والصلاة تسهم بشكل كبير في رقي المجتمع وصنع السلام داخل الإنسان، وأنا أطالب الدولة بمساعدة المسيحيين والتسهيل في بناء كنائسهم.

وما تعليق المطران "عزيز " على الاعتداءات التي واجهتها الكنائس؟
المصريون المسيحيون أثبتوا حبهم للوطن بالتضحية من أجل الحرية، لو كانت الكنائس بل وأرواحنا ثمنا لبقاء مصر لتبقي مصر وتهدم الكنائس ونموت نحن، وتحضرنى مقولة البابا تواضروس "لو حرقت الكنائس هنصلي في الجوامع ولو حرقت الجوامع هنصلي في الشارع".

ما تقييم المطران أنطونيوس لدور الأقباط عقب 30 يونيو؟
أنا لا أفضل كلمة مسيحيين ومسلمين، ولكن أحبذ أسمع عن المصريين يجدون لبناء مصر، وكفي الفرقة، وعلينا تطبيق عدم التمييز واقعيًا حتي ولو لم يكن مذكورا بالدستور، حيث لا يهمني سوي تطبيقها واقعيًا، فلا يدافع مسلم أو مسيحي عن دينه بل على كلاهما الدفاع عن مصر.

كيف تري تهديد أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ؟
أي تدخل عسكري كارثة بكل المقاييس، فالمعتدي ينال من الأطفال والعواجيز، إنهم يبعثون خلالها بطائرات دون طيار يهتمون بحياة شخص واحد ولا يعنيهم ما تفعله تلك الطائرات بحياة الآلاف، إن هذا الوضع يعدُ تجردا من الإنسانية لأنه يعتبر المعتدي عليه غير آدمي وهو انحدار بالآدمية، فالمعتدي هو متجرد الرحمة"، إلى جانب عدم معرفة ما يحدث في سوريا حيث إن هناك أيادٍ تعبث بأرواح المواطنين، ولهذا يجب الجلوس على طاولة للتفاوض والتحدث.

ما هو موقف الفاتيكان من هذه التهديدات؟
البابا فرانسيس دعا للحوار لحقن الدماء ونبذ العنف، إلى جانب أقام أكثر من مليار و200 مليون كاثوليكي بالعالم للصلاة من أجل سلام سوريا والشرق الأوسط، وهذا ليس الموقف الأول للفاتيكان حيث أعلنت رفضها مرارا وتكرارا للحرب ضد العراق وقالت إن حرب أمريكا للعراق ظالمة. وأشيد بموقف المفتي السوري الذي قال: كنت أود مشاركة بابا الفاتيكان تلك الصلاة لكن سوف أشاركه من سوريا.

هل تؤيد المصالحة مع الإخوان في ظل ما يقترفونه من عنف تجاه الوطن؟
لا فائدة لحل العنف إلا بالمفاوضات والنقاش والتفاهم، أدعو للمصالحة مع الجميع ونحن كرجال كنيسة نود التصالح مع الجميع، حتي ولو كانوا الإخوان، ولا نفقد الأمل في البحث عن المصالحة، كما كان يبحث الله عن الخطاة، وإن لم يستجب الطرف الآخر للحوار والتصالح فيقصي هو نفسه بعيدا من تلقاء نفسه.

هل هناك مطالب للكنيسة الكاثوليكية بالدستور ؟
لدينا مطلب واحد فقط هو التوحد دون تمييز نهائيًا.

وضع المصريين حال حكم الإخوان كيف تراه؟
المصريون أهينوا جميعا وأهدرت كرامتهم وانحدرنا تمامًا، ولهذا كان للإخوان أنفسهم بتلك التصرفات الفضل في حشد الملايين التي خرجت في 30 يونيو لإسقاطهم.

أقباط المهجر لعبوا دورًا في توضيح الصورة الحقيقية لمصر هل كان بالشكل الكافي؟
أقباط المهجر قاموا بدور في توضيح صورة الثورة المصرية للغرب، ولكن بالماضي كان دفاعهم ببعض الأحيان يضرنا أكثر ما يفيدنا، فلو كان دفاعهم عن مصر مرحبا به أما لو كان عن الأقباط دون النظر للأوضاع هذا خطأ.
الجريدة الرسمية