رئيس التحرير
عصام كامل

شماتة الشعوب فى بعضها البعض


هذا هو لسان حال المصريين خاصة والعرب عامة.. لم تعد شعارات الإنسانية تتخذ مسارها الصحيح إلى قلوب المصريين وخاصة في الأمور التي تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.. فينتظر العرب من آن لآخر ليعبروا عن فرحتهم في مصائب أمريكا.. تلك المصائب التي ترفضها الإنسانية ويرفضها العرب أنفسهم بدافع الإنسانية لو حدث في مكان ما وليس بأكبر دولة بالعالم وبالتحديد أمريكا ..



على المواطن الأمريكي المدني المسالم أن يسأل نفسه لماذا تعلو تلك الابتسامة في وجوه العرب كلما حدثت مصيبة للدولة الكبرى في العالم، هل لأن العرب دمويون ويحبون رؤية الدماء، وإن كان هكذا فلم لا يفرحون إن حدث نفس الأمر في دولة أخرى .. أم أن العرب يتحينون الفرص للشماتة في دولته الكبرى والعزيزة عليه "الولايات المتحدة الأمريكية " وهنا عليه أن يسأل لماذا؟

لفت نظري أحد التعليقات الساخرة على حادث مبنى البحرية الأمريكية وهو يقول "مايكل" اللي قتل جنود البحرية الأمريكية "مش إرهابي "ده خريج هندسة .. هو في خريج هندسة إرهابي يا ناس؟؟
مايكل عنده 22 سنة .. هو في إرهابي عنده 22 سنة يا ناس؟؟ 
مايكل كان بيلعب معانا كورة وهو صغير .. هو في إرهابي بيلعب كورة يا ناس؟
مايكل أمه سيئة السمعة .. هو في واحد أمه كده يبقي إرهابي يا ناس !!
نحذر أمريكا إن لم تطلق سراح الإرهابي مايكل سوف تكون هناك سيارات مفخخة، وقنابل بالريموت كونترول، وقناصة !!
بنحذرك يا أوباما .. الحرية للإرهابي مايكل .

وكان تعليقا قويا مليئا بالسخرية من جانب وإسقاطات عدة من جانب واستهزاء بالسياسة الأمريكية الخارجية في الجانب الأكبر منه .. 
أولا: بدأ التعليق بالجنون.. "حيث وصف عملية قتل 12 جنديا، بالعملية السلمية وأن من قام بها ليس إرهابيا، ثم انتقل لمرحلة أن القاتل متعلم وخريج هندسة وكأن تلك صفة تنزع عنه صفة الإرهاب.. وهذا إسقاط على كل قتلى الإخوان.. حيث كلما فقدوا شخصا استشهدوا بأنه مهندس أو دكتور وكأن تلك الأشياء تنزع عنه صفة الإرهابي!! وللعلم فزعيم تنظيم القاعدة هو الدكتور الجراح أيمن الظواهري! حفيد رفاعة رافع من أعلام الفكر المصري وعمه عبدالرحمن عزام هو أول رئيس لجامعة الدول العربية وأبوه هو دكتور الأمراض الجلدية الكبير محمد الشافعي ".. 

وانتقل التعليق للتهديد، أنه في حالة اعتبار "مايكل" إرهابيا ستكون هناك سيارات مفخخة وقنابل بالريموت كنترول .. وهذا هو حال مصر الآن أمام جماعات إرهابية تقف بجانبها الولايات المتحدة وتعتبرهم جماعات سلمية لهم حقوق مشروعة !!

ليس بعد ذلك الحديث حديث، تلك الكلمات للمواطن الأمريكي ذاته، الشعوب لا تعرف الكراهية لبعضها البعض إلا إذا أرادت النظم ذلك .. فالمواطن الأمريكي السلمي الآمن هو نفسه المواطن المصري الآمن، لا يمكن في يوم من الأيام أن يدافع عن إرهابي وإن فعلت الأنظمة ذلك ودافعت عن الإرهابيين طالما هم بعيدون عنها على المواطن أن يعلم: أنه إن لم يقف أمام نظامه وهو يقتل المنطق ويغتصب العقلانية خارج الحدود فسيأتي إليه ما يفعله بالخارج إلى الداخل والمعاملة بالمثل والخراب بالخراب .

ففي اقتحام دار الحرس الجمهوري المصري التابع للجيش تم استخدام أسلحة آلية وبنادق تم تصويرها بوضوح.. ونتج عن ذلك عشرات القتلي من المعتدين "الهواه " راغبي الإرهاب بالجهل، وكان رد الإدارة الأمريكية "حث الجيش المصري على ضبط النفس، وعدم استخدام العنف "!

وكان على المواطن المصري عندما يرى القتلى في واشنطن أن يعامل النظام الأمريكي بالمثل ويحثه على عدم الإفراط في القوة والابتعاد عن العنف، دون أن يعبأ بنظرة المواطن الأمريكي له، حيث إن المواطن الأمريكي ذاته لم يقف أمام حكومته وهي تصف الأعمال الإرهابية بحرية التعبير.
ibra_reda Twitter 

الجريدة الرسمية