رئيس التحرير
عصام كامل

كفاية مزايدات!


في لقاء الرئيس عدلي منصور مع ممثلي القوى والأحزاب السياسية.. كان مطلب حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي هو ضرورة  أن تَوَلّى الحكومة لملف العدالة الاجتماعية.



وهو – بلا شك- مطلب الجميع.. ولكن السؤال هل العدالة التي يقصدها «حمدين» تنحصر فقط في تطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور بحيث  لا يقل الحد الأدنى عن 1200 جنيه ولا يزيد الحد الأقصى عن ٣٠ أو ٣٥ ضعفا من الأدنى.. أم أن العدالة بمفهومها الواسع تعني توفير السكن الملائم المناسب لدخول الناس.. وتوفير العلاج لغير القادرين دون انتظار.. أو واسطة.. وتوفير المواصلات بأنواعها.. والسلع والخدمات المختلفة دون مغالاة.

أيضا العدالة تعني توفير فرص العمل دون تمييز إلا للكفاءة والخبرة وليس لأنه ابن فلان أو علان وقبل هذا وذاك وجود تعليم جيد للجميع.. العدالة تقتضي تطوير المناطق العشوائية وما يطلق عليه المناطق الشعبية المحرومة من الخدمات والمرافق وإن وجدت فهي لا تلبي الاحتياجات.. العدالة الاجتماعية مطلوبة بكل ما تعنيه الكلمة ولا ديمقراطية حقيقية بدون عدالة اجتماعية على أرض الواقع..

ولكن السؤال أيضا يا أستاذ حمدين.. هل ما نحن فيه من مخاطر وتحديات كبيرة في هذه المرحلة الانتقالية، ألا يتطلب منا جميعا أن تكون الأولوية لمواجهة الإرهاب الأسود وعودة الأمن ودوران عجلة الإنتاج.. وعودة السياحة.. إلخ؟!
كنت أتصور ياأستاذ حمدين أن تقدم تصورك ومعك القوى السياسية الأخرى الحاضرة في اجتماع الرئيس المؤقت حول قانون تنظيم المظاهرات التي كادت تشل البلد وحياة الناس وحان الوقت لوقفها أو تنظيمها.

وماذا عن قانون جديد لمكافحة الإرهاب.. أليس هذا وقته، وكيف ينهض اقتصادنا ويخرج من عثرته؟
المرحلة التي نمر بها الآن تتطلب تقديم الرؤى والأفكار لكي ننهض ونتقدم ونبني بلدنا.. لا أن نستمر في هدمها تحت شعارات زائفة ومزايدات رخيصة.. الغرض منها انتخابي أكثر منه لخدمة الوطن وعبور المرحلة الانتقالية الصعبة التي زادت عن حدها والمواطن الغلبان هو ضحيتها للأسف.

آن الأوان أن نضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح ضيقة.. أو شخصية.. أو انتخابية.. فالشعب لن يصبر طويلا.. ولم يعد يتحمل أفكارا وهمية لا تحقق له أي مصلحة.. فالثورة - أي ثورة - تعني تحسين أحوال المواطنين والحفاظ على كرامتهم وحريتهم وحمايتهم من أي ظلم أو تعسف وتوفير فرص العمل.

لذلك الشعب يريد «رئيسا» يحنو عليه ويفهمه ويقدره وحكومة قوية باترة حاسمة تطبق القانون على الجميع.. وتضيف إلى رصيد وثروة البلد.. لا أن تخصم منه أو أن تقضي عليه!
احذروا الشعب من ثورة ثالثة؟

الجريدة الرسمية