رئيس التحرير
عصام كامل

وقائع ما حدث فى مهرجان مالمو والإعلام وساحرات سالم


لفتت نظري الوقائع الأخيرة التي حدثت لنا في مهرجان مالمو السينمائي بالسويد، والتي تحولت لفرقعة إعلامية أعتقد في رأيي لم يستفد منها سوى الإخوان، وربما ساهم في تضخيمها بعض من يدينون لهم بالولاء خفية حتى لا تمر الممارسات الإجرامية لهم مرور الكرام إعلاميًا ولينقلوا رسالة: نحن في كل مكان ولن نتوقف عن إرهابكم.. ونحن نعرف أن للإخوان أذرعا خفية حتى في مجال الإعلام والفن..


نعم بلا شك ارتكب مناصرو الإخوان عددا من الانتهاكات القانونية والعنف الجسدي مع الوفد المصري، بل وبعض العرب أثناء فعاليات المهرجان والافتتاح.. وتم استدعاء الشرطة في أكثر من مجال وتصرفت الشرطة بشكل ربما يكون بالنسبة لنا "مائع أو غير كافي"، خاصة لمن ظن من الفريق المصري أنه يكفي أن نستدعي الشرطة للمتظاهرين بعد أن احتكوا باللفظ أو جسديا بنا ليذهبوا بهم في البوكس وكما يقول المصطلح المصري "يعملولهم الجلاشة في القسم" … لا تسير الأمور في أوربا هكذا وأهل البلاد متصالحون مع ذلك.. ومن لا يعجبه قوانين بلد فربما عليه تفادي زيارتها..

ربما كان خطأ الشرطة الوحيد هو الاستماع لطرفي الأزمة بحياد وعدم أخذ موقف لحماية المهرجان مبكرًا وهذا أعتقد أن واجبًا على جهاز الشرطة السويدي الاعتراف به..

أما ما حدث بعد الانتهاك الثاني أمام قاعة السينما فهو ما يلي: رأي بعض أفراد الوفد المصري أن السلامة الجسدية ( حسب مصطلحهم ) في خطر وأنهم يفضلون الرحيل وعددهم ٦ أشخاص، بينما رأي بعضنا أن الموضوع مبالغ فيه وأن في رحيلنا رسالة هزيمة مننا للإخوان، وبناءً عليه فقد بقى ١٣ فردا من الوفد المصري وتضامنت معهم الفنانة التونسية درة التي وصلت في اليوم الثاني ورفضت الرحيل بناءً على طلب الفريق الأول.. وحرص هؤلاء على سلامتهم هو شىء يحترم.. فليس كل شخص مهيأ للتعامل مع العنف وأعتقد أننا نزلنا في ٢٥ يناير ثم في ٣٠ يونيو للمطالبة بحقوق الجميع لا بحقوق فقط من نزلوا في تلك الأيام..

أما ما رآيناه بعد رحيل تلك المجموعة من تضخيم إعلامي والحديث عن سيناريوهات اغتيالات مدبرة للوفد وتواطؤ من إدارة المهرجان وانتمائهم لحماس وما إلى ذلك من تخاريف إعلامية مضحكة ( جاء في إحداها أن المهرجان منع عرض أفلام عن 30-6 باعتبارها ثورة وعرض أخرى تمثلها كانقلاب ومبدئيًا كتالوج المهرجان مختار من بدايات شهر ٦ وقبل نزول الشعب وإن كان هناك من صنع في مايو أو ما قبل فيلم عن 30 -6 فأنا أحب شخصيا أن أتعرف بهذا المتنبئ.. بعض الاتهامات لتفاهتها تجعلنا نرى أن الشيخة ماجدة صاحبة نظرية الإيرانيين الذين خرجوا من النيل لاحتلال الدبابات والفنان عمرو مصطفى بنظريات المؤامرة هم طريقة حياة وليسوا أشخاصًا ) وخروج النظريات الإخوانية / القطرية الحماسية / الماسونية عن إدارة المهرجان هي في رأيي لها هدف واحد من اثنين: إثارة زوبعة إعلامية لمن يروجون تلك النظرية – عمل زوبعة إعلامية أيضا ولكن لصالح الإخوان لتخويف المصريين من المشاركة في أي حدث في العالم..

خلاصة ما حدث في مالمو في نظري أنا ومن تبقوا حتى اليوم الأخير هو كالتالي: مجموعة من الإخوانيين بزعامة سامي صادق وسمير النونو وعدد من الفلسطينيين بذلوا أكثر ما في وسعهم للاحتكاك بالوفد المصري وإثارته وجره لافتعال عراك جسدي لتضخيم الأمور إعلاميًا لحمل رسالة: نحن الإخوان نحن هنا.. وحين فشلوا تطوعوا هم بالخطوة الأولى للاعتداء الجسدي وتعامل معها جهاز الأمن هناك بشكل قد يكون متراخيا قليلًا بالنسبة لشرطة العصا وعماد الكبير عندنا في مصر ولكن ما إن تم إثبات وتوثيق الاعتداء الجسدي في حادثة المخرج مهاب زنون حتى تم توفير الحماية الكاملة للمهرجان والضيوف وهو ما تشهد به الصور وشهادات الفريق.. أما البحث عن نظرية مؤامرة كبرى فهى محاولة لتزييف الحقائق لا أفهمها وإن كانت تذكرني بمسرحية ساحرات سالم للكاتب آرثر ميللر حين راجت في القرية موجة من اتهامات من النساء لبعضهن بأنهن يتحدثون مع الشيطان واتهامهم بأنهن ساحرات حتى تتخلص كل منهن من غريمتها أو لتحقيق مصالح شخصية.. وأعتقد أن هذه شهادة تمثلني وتمثل من بقوا حتى النهاية غير عابئين بتهديدات الإخوان الحمقاء وعلى رأسنا الفنانة لبلبة والفنان هشام عبد الحميد والمؤلف سيد فؤاد والمخرجة ماجي مرجان والمخرج محمد رمضان والمخرجة عزة الحسيني والمخرج مهاب زنون شخصيا، والأخيران هما الوحيدان اللذين وقعا ضحية للاعتداء الجسدي ولم يتراجعا لحظة عن الاستمرار..
الجريدة الرسمية