رئيس التحرير
عصام كامل

"ماسبيرو" فى وحل الإخوان


عندما بدأت أحداث يناير 2011، تابعت كسائر المصريين جميع الفضائيات على تعدد توجهاتها، وبعد فترة استقر رأيي على الاكتفاء بالقنوات الرسمية، ليس لأنها الأفضل، بل لأنها أصدق أنباء من غيرها، صحيح أنها أقل في نواحى تقنية لكنها حافظت على المصداقية، في وقت اتهمها العملاء وخونة الوطن بالانحياز للنظام وعدم نقل نبض الشارع المحتج، وأشادوا تزامنا بقنوات متآمرة عميلة، وقنوات ركب بعضها الموجة وبعضها الآخر راح يرقص على دماء مصر، والثالث باع الأرض والعرض بحفنة دولارات، والرابع اضطر لمسايرة من يذبحون البلد حتى لا يوصم بأنه "فلول".


ومع توالي حكومات "الوطن الذبيح" حافظت فضائيات "ماسبيرو" الرسمية إلى حد كبير على المصداقية وعرضت جميع الآراء بما فيها آراء الخونة والعملاء، وهنا اكتفيت بمعرفة حقيقة الأحداث من الشاشة الرسمية، حتى أفاقت بعض الفضائيات الخاصة على حقيقة المؤامرة الكبرى التي يجري تنفيذها في مصر، فغيرت من نهجها وعادت إلى مصريتها ووطنيتها.

وحين اعتلى الإخوان سدة الحكم بالتزوير اختلف الوضع تماما، إذ بدأت منظومة الأخونة البغيضة، وأصبحت الشاشة الرسمية نسخة من تليفزيون حزب الله "المنار"، بمذيعين "خارج نطاق التغطية" ومذيعات غالبيتهن محجبات، وطغى على ضيوف الشاشة أصحاب "اللحى والزبايب"، والوجوه "الغبرة" الكريهة من التكفيريين والمتبجحين في الجماعات الإسلامية والإرهابيين، ممن اعتقدوا أنهم ملكوا مصر بمن فيها، وراحوا يوزعون المناصب والعطايا للموالين وعملاء مأجورين، هذا مافعله المتحرش عبدالمقصود في "ماسبيرو"، وخلال عام أسود من حكم الجماعة الإرهابية انصرفت كليا عن الفضائيات الرسمية إلى نظيرتها الخاصة التي لعبت دورا مهما في كسر شوكة الإخوان. 

عدت مجددا لمتابعة التليفزيون المصري، بعد انتهاء كابوس مرسي بالعزل، واستبشرت خيرا بتولي د.درية شرف الدين حقيبة الإعلام، لكن هالني أن الشاشة الرسمية ما زالت غارقة في "وحل الإخوان" حتى الآن، وأن المحسوبين على الجماعة الإرهابية يتحكمون فيها، دون رادع أو رصد من القيادة الجديدة، هذه النوعيات لا يجب الإبقاء عليها لأن ضررها أكبر بكثير من نفعها، وحتى فكرة منحهم الفرصة على أمل الاندماج في منظومة الشعب والجيش والشرطة ودولة المؤسسات، لن ينتج عنها سوى الإساءة لرموز مصر، وهذا بالضبط ما يحدث في قنواتنا الرسمية. 

أثناء متابعة برامج وأخبار "نايل نيوز"، وجدت فيها رسائل وآراء "ملغومة" تشيد بالإخوان وتحط من قدر الجيش والشرطة والرئيس عدلي منصور، التمست العذر للقائمين على البرامج على اعتبار أن الخطأ وارد، لكن مع تكرار الأمر رصدت حلقات من برنامج يشذ عن الإجماع الوطني ويغرد في فضاء الإخوان، وتعرض فيه المذيعة "المحجبة" مشاركات تسيء إلى قادة مصر وتقرأ بحماسة ما تورده المشاركات من مغالطات وإهانات وتزوير حقائق وأبسطها وصف الثورة المصرية التي أذهلت العالم في 30 يونيو بالانقلاب العسكري، والأمر نفسه يتكرر مع المداخلات الهاتفية التي يتلقاها زميلها في التقديم، مع أنه بالإمكان قطع الاتصال وعدم قراءة الرأي المسيء، ما يؤكد تواطؤ القائمين على البرامج، وهؤلاء يجب تطهير الإعلام الرسمي من أمثالهم ليعود لسان حال الرأي العام الشعبي والرسمي، وليس آراء منحرفة لقلة متآمرة. 

لابد أن تسرع وزيرة الإعلام من وتيرة التطهير، لأن كل يوم يمر في وجود خلايا الإخوان في "ماسبيرو" ينقص من مصداقية الإعلام الرسمي ويؤثر سلبا أمام العالم، كما عليها إعادة النظر في هجمة المذيعات المحجبات على الشاشة، وفي الوقت نفسه إعادة تقييم أداء وإطلالة بعض المذيعات، فهذه مذيعة سمراء تصر على المبالغة في ماكياج يجعلها "بلياتشو" في قناة إخبارية، وأخرى تعاني "لثغة" جلية في نطق بعض الأحرف، وثالثة لديها اعوجاج واضح في الفم، ورابعة ذات وجه صغير تخفي معالمه بالشعر الكثيف فلا يرى منها المشاهد سوى الشعر المنسدل. تلك ملاحظات عاجلة بحاجة إلى وقفة حاسمة من د.درية لإصلاح الإعلام الرسمي وتطهيره من العاهات وعملاء الإخوان.
الجريدة الرسمية