"الطريق إلى السعير" Road to Perdition
في رائعته .. "الطريق إلى السعير" قام توم هانكس وجود لو.. بأفضل أدوارهم على الإطلاق حيث قدم الأول دور المجرم المخلص لعائلته والآخر دور المجرم الذي لا يمتلك عائلة .. وكلاهما لا يفرق معهم الدماء .. وكلاهما ذكي وكلاهما بارع في عمله..
لم يتحمل توم هانكس المعروف باسم " سوليفان" أن يفقد عائلته على أيدي من يعمل لديهم ويخدمهم .. وقرر أن ينتقم .. رغم أنه طوال حياته لم يلق بالا للأرواح التي كان يزهقها بمعدل شبه يومي والتي هو يعجز عن حصرها ومعرفتها .. وجميعهم لهم عائلات وأسر.. ففي طريق الإجرام لا يوجد مجرم يستحق الرأفة!
ولكن عند مشاهدتك للفيلم تجد نفسك متعاطفا مع مجرم قتلت عائلته!
مجرم قتل العشرات إن لم يكن المئات .. ورغم أن الرواية أشارات إلى أنه قاتل ينفذ أوامر إلا أنك وبكل أريحية تجد نفسك تقف إلى صفه لكي ينتقم؟
ألا تجدوا في ذلك أمرا غريبا؟ كيف نلغي عقولنا! كيف نستدعي إنسانيتنا في أوقات وأوقات نتناساها .. مجرم قتل العشرات .. وعندما قتلت عائلته على أيدي من عمل لحسابهم وارتكب الجرائم خدمة لهم .. رأينا أنفسنا في قمة التعاطف والرغبة في أن يحصل على انتقامه ؟؟
مفاهيم مجرمة اكتسبناها دون أن ندري أطاحت بالعقلانية والإنسانية ..
ما أحاول أن أشير إليه هو أننا كما كان اسم الفيلم والذي كان رواية .. في "الطريق إلى السعير "
فمرتكب الجرائم لا يمكن التعاطف معه لأن الدماء أصابت من يهتم بأمرهم ..
فطريق الدماء اختيار المجرمين مهما حاولوا تغليف جرائمهم وأنها فرضت عليهم .. فتجد تبرير الدم في كل مرة له دافع يختلف عن المرة السابقة ولكنه لا يتوقف .. فبوجود مبدأ إباحة الدماء فستتولد الأعذار من رحم الجرائم طالما قبلنا بها .
المفاهيم المغلوطة والحسابات الناقصة والرواية من وجهة نظر وحيدة .. وانعدام الإثباتات والدلائل وتواطؤ كل من هو صاحب مصلحة .. هي أشياء تجعل الجريمة مباحة والقتل متفق عليه ولا عقاب باتفاق الجميع .
لقد فهمنا كل شيء من وجهة نظر الراوي ولم نعرض أي شيء على العقل أو المنطق أو الإنسانية أو المعاني الحقيقية في الحياة كالعدل والقصاص والتسامح .
نأخذ وجهة النظر التي تميل إلى رغباتنا وأهوائنا .. والطريقة التي نتمنى أن تسير بها الأمور حتى لو على جثث غيرنا ... Road to Perdition.
ibra_reda @Twitter