رئيس التحرير
عصام كامل

صادقون في الدم والإرهاب فقط !!


محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تعتبر بمثابة بداية للمرحلة الثالثة للجماعات الإرهابية التي تسعى لتخريب الدولة المصرية بأي شكل وبأي ثمن.. فالغالبية العظمى من الشعب كانت تعلم أن هناك مخططا للاغتيالات بالتفجيرات تستهدف مسئولين ومنشآت وأماكن حساسة في الدولة ولعل الفيديو المتداول لأحد معتصمي رابعة العدوية الذي قال بالصوت والصورة، إن الرد سيكون بتفجير سيارات مفخخة بالريموت هو أكبر دليل على أننا كشعب وحكومة نحارب جماعة دموية إرهابية .. جماعة منذ أن عرفناها لا تصدق إلا في الدم والإرهاب فقط ..

فما حدث لموكب الوزير سيتكرر بأشكال مختلفة خلال الفترة المقبلة ولكن هذا لن يكون معناه العودة إلى الماضي أو انتصار الإرهاب على الشعب .. فالشعوب دائما تنتصر على كل التحديات بما فيها الإرهاب.. فالتاريخ القريب والبعيد يؤكد بأنه لا توجد دولة في العالم استسلمت للإرهاب ولا يوجد إرهاب انتصر على شعب .. ومصرنا الغالية مرت بهذه الموجات الإرهابية في الثمانينيات والتسعينيات، ونجحت الشرطة بمفردها في التصدي لهذه الموجات رغم كل التضحيات.

انتصار الدولة السابق على الإرهاب لم يكن مدعوما شعبيا بالشكل الذي هو عليه خلال هذه الفترة.. فالدعم الشعبي الكبير الذي تلقاه الدولة خلال هذه الفترة لمحاربة الإرهاب لم يتواجد من قبل ولن يتكرر بسهولة، ولذلك فالنتيجة النهائية معروفة مسبقا من الكنترول، وهي ستكون حتما لمصلحة الشعب .. الشعب سينتصر .. نعم سينتصر .. فكل ما حدث منذ 30 يونيو الماضي ويحدث حتى الآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر محفوظة ومحمية من الله سبحانه وتعالى. 

فمصر لابد أن تعاني قليلا بعد نجاح الشعب في طرد الاحتلال الإخواني.. تعاني قليلا أفضل من الدخول في نفق مظلم للأبد.. فحملات الإرهاب التي بدأت تظهر بوجهها القبيح هي المرحلة الأخيرة أمام كل من أراد ويريد الدمار لهذه البلد.. هذه الحملات لن تنجح بل ستزيد من التحدي والإصرار على ضرورة إعادة مصر بلا خونة وإرهابيين وتجار دين.

فالشعب الذي استطاع أن يستعيد إرادته وكرامته وحريته لا يمكن أن يستسلم أمام مجموعة من الإرهابيين .. والجماعة التي اختارت العنف والإرهاب والقتل طريقا لكي تعود للسلطة أو لتدمير الأخضر واليابس في مصر لن يكون مصيرها إلا داخل صناديق القمامة ومزبلة التاريخ .. فمن لا يرى أن الشعب كله يقف ضد جماعة إرهابية وموالين لها فهو لا يحتاج إلى مريض لكي يعالجه أو إلى عاقل لكي يرشده، ولكن يحتاج الدعاء فقط .. فالله سبحانه وتعالي هو الوحيد القادر على علاج مثل هذه النوعية من البشر.

حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل شر.
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية